والصواب أن ذات الرقاع كانت بعد خيبر وهو ما رجحه البخاري وابن حجر وذلك لأمور منها: ١- أن أبا هريرة رضي الله عنه شهدها، وأبو هريرة لم يسلم إلا في سنة سبع عام خيبر. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (٧/ ٤٢٦ رقم (٤١٣٧) ، ومسند أحمد (١٤/ ١٢ رقم [٨٢٦٠] أرناؤوط) وسنن أبي داود رقم (١٢٤٠) ، وسنن النسائي (٣/ ١٧٣- ١٧٤) ، وصحيح ابن خزيمة رقم (١٣٦١) ، وشرح معاني الآثار (١/ ٣١٤) ، والمستدرك للحاكم (١/ ٣٣٨) ، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٦٤) . ٢- أن عبد الله بن عمر رضي الله عنه شهدها مع أنه قد ثبت أن أول مشاهده رضي الله عنه الخندق، سنة خمس من الهجرة. انظر ذلك في صحيح البخاري مع الفتح (٢/ ٤٢٩ رقم (٩٤٣) ورقم (٤١٣٢) ، وسنن الدارمي رقم (١٥٢١) ، ومنتقى ابن الجارود. انظر: الغوث رقم (٢٣٣) ، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٨٠ رقم (١٣١١٤) ، وسنن البيهقي (٣/ ٢٦٠) ، ودلائل النبوة له (٣/ ٣٧٩) . ٣- شهود أبي موسى الأشعري رضي الله عنه للغزوة، وهو إنما قدم من الحبشة سنة ٧هـ- عام خيبر. انظر: صحيح البخاري مع الفتح (٧/ ٤١٧ رقم (٤١٢٨) ، هذه الأمور وغيرها ذكرها الحافظ بمعناها في الفتح (٧/ ٤١٧) ، ثم قال رحمه الله بعد ذكره للخلاف في ذلك: "فالأولى الاعتماد على ما ثبت في الحديث الصحيح" (الفتح ٧/ ٤١٨) ويقصد بذلك وقوعها بعد خيبر. وسميت بذات الرقاع: لما لفوا في أرجلهم من الخرق. صحيح البخاري مع الفتح (٧/ ٤١٧) من حديث أبي موسى رضي الله عنه. وذكر أهل المغازي في تسميتها بذلك أموراً غير ذلك. انظرها في الفتح (٧/ ٤١٩) .