للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقولون: أترى محمداً غزانا في الشهر الحرام ونحن لا نستحل أن نقتل صاحبه في الشهر الحرام؟ وكان مأسوراً عندهم، وخافوا أن يدخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وهو يقول:" آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون، اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة على الأهل، اللهم أعوذ بك من وعثاء السفر، وكآبة المنقلب، وسوء المنظر في الأهل والمال، اللهم بلِّغنا بلاغاً صالحاً يبلغ إلى خير، مغفرة منه ورضواناً"١ وغاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عن المدينة أربع عشرة ليلة، وكان استخلف على المدينة ابن أم مكتوم، وكانت سنة ست في المحرم٢. وهذا


١ لم أعثر على هذا النص في كتب الحديث، ولكن قد ثبت عند البخاري حديث رقم (٢٢٩٥) ومسلم حديث رقم (١٣٤٤) من حديث ابن عمر "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قفل من غزو أو حج يكبر على كل شرف ثلاث تكبيرات ويقول: " ... آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون، صدق الله وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده".
وأخرج ابن حبان في صحيحه حديث رقم (٢٧١٢) من حديث البراء: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رجع من سفر قال: (آيبون تائبون لربنا حامدون".
وأخرج أحمد ٤/ ١٥٦ رقم [٢٣١١] أرناؤوط وابن أبي شيبة (١٠/ ٣٥٨- ٣٥٩ و١٢/ ٥١٧) ، والبيهقي في السنن ٥/ ٢٥٠ من حديث ابن عباس وفيه: ... "فإذا أراد الرجوع قال: آيبون تائبون عابدون لربنا ساجدون، فإذا دخل بيته قال: توباً توباً لربنا أوباً لا يغادر علينا حوباً".
٢ وعند ابن إسحاق (ابن هشام ٢/ ٢٧٩) خرج في جمادى الأولى على رأس ستة أشهر من فتح قريظة، وعند ابن سعد في الطبقات (٢/ ٧٨) بدون إسناد: أنها كانت في شهر ربيع الأول سنة ست من مهاجره.

<<  <  ج: ص:  >  >>