للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الشافعي: "من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على محمد ابن إسحاق"١.

وقال الذهبي: قلت: "قد كان في المغازي علاّمة"٢.

وقد كانت سيرة ابن إسحاق في الأصل مقسمة إلى ثلاثة أجزاء: المبتدأ والمبعث والمغازي، فالمبتدأ يتناول فيه التاريخ الجاهلي، ولا يعني ابن إسحاق في هذا الجزء بأسانيد أخباره إلا نادراً، ويستقي أخباره من الأساطير والإسرائيليات.

وأما المبعث فيشمل حياة النبي صلى الله عليه وسلم في مكة والهجرة، وتراه في هذا القسم يصدر الأخبار بموجز حاوٍ لها، ويدون مجموعات كاملة من القوائم، فتراه يذكر قائمة لمن أسلم من الصحابة بدعوة أبي بكر، وأخرى بالمهاجرين إلى أرض الحبشة وغيرها، وتزداد عنايته بذكر الأسانيد٣.

وأما القسم الثالث: وهو المغازي، فيتناول فيه حياة النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وقد اتبع في هذا القسم منهجاً جديداً حيث يبدأ الخبر بموجز لمحتوياته ثم يتبعه بخبر من جميع الأقوال التي أخذها من روايته ثم يكمله بما جمعه هو بنفسه من المصادر المختلفة٤.

ويُلحظ جلياً في هذا القسم إيراده الأخبار تتقدمها الأسانيد التي


١ المصدر السابق.
٢ سير أعلام النبلاء ٧/٣٧.
٣ مقدمة سيرة ابن هشام ١/١١-١٢.
٤ مقدمة سيرة ابن هشام ١/١١-١٢. بتصرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>