للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشام في أصحاب له من قريش، فأخذهم أبو جندل وأبو بصير فأسروهم، وأخذوا ما كان معهم ولم يقتلوا منهم أحداً، وأن زينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم سألتني أن أجيرهم فهل أنتم مجيرون أبا العاص وأصحابه؟

فقال الناس: نعم، فلما بلغ أبا جندل وأصحابه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في أبي العاص وأصحابه الذين كانوا عنده من الأسرى ردَّ إليهم كل شيء أخذ منهم حتى العقال١، وكتب رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أبي جندل وأبي بصير يأمرهم أن يقدموا عليه، ويأمر من معهما ممن اتبعهما من المسلمين أن يرجعوا إلى بلادهم وأهليهم، ولا يعترضوا لأحد مر بهم من قريش وغيرها، فقدم كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم زعموا على أبي جندل وأبي بصير، وأبو بصير يموت، فمات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده يقرؤه٢، فدفنه أبو جندل مكانه وجعل عند قبره مسجداً٣، وقدم أبو جندل على رسول


١ العقال: الحبل الذي يعقل به البعير، وإنما يضرب المثل في مثل هذا بالأقل. النهاية ٣/ ٢٨٠.
٢ في زاد المعاد لابن القيم ٣/ ٢٨٣، فمات وهو على صدره.
٣ قد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اتخاذ القبور مساجد، فقد قال صلى الله عليه وسلم: " ... لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" أخرجه البخاري في الصحيح مع الفتح ٦/ ٤٦٥ رقم (٣٤٥٣، ٣٤٥٤) ، ومسلم ١/ ٣٧٦- ٣٧٧ رقم (٥٣٠، ٥٣١) ، ومصنف عبد الرزاق رقم (١٥٨٨، ٩٧٥٤) ومسند أحمد ٣/ ٣٧٤ رقم [١٨٨٤] أرناؤوط.
ولكن ربما أن النهي لم يعلم به أبو جندل رضي الله عنه، والرواية مرسلة، وهذه من الألفاظ المنكرة فيها.

<<  <  ج: ص:  >  >>