للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

شراكين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "شراك من نار أو شراكان من نار"١.

وعبّى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه للقتال، وصفهم، ودفع لواءه إلى سعد ابن عبادة، وراية إلى الحباب بن المنذر، وراية إلى سهل بن حنيف، وراية إلى عباد بن بشر، ثم دعاهم إلى الإسلام، وأخبرهم أنهم إن أسلموا أحرزوا٢ أموالهم، وحقنوا٣ دماءهم، وحسابهم على الله. فبرز رجلٌ منهم، فبرز إليه الزبير بن العوام فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه عليّ فقتله، ثم برز آخر فبرز إليه أبو دجانة فقتله، حتى قتل منهم أحد عشر رجلاً، كلما قتل منهم رجلٌ دعا من بقي إلى الإسلام، ولقد كانت الصلاة تحضر يومئذٍ، فيصلي بأصحابه ثم يعود فيدعوهم إلى الله ورسوله. فقاتلهم حتى أمسوا، وغدا عليهم، فلم ترتفع الشمس قيد رمح حتى أعطوا بأيديهم، وفتحها عنوةً، وغنمه الله أموالهم، وأصابوا أثاثاً ومتاعاً كثيراً، فأقام رسول


١ إلى هنا أخرجه البخاري (البخاري مع الفتح ٧/ ٤٨٧ رقم (٤٢٣٤) ومسلم رقم (١١٥) ، وابن إسحاق (ابن هشام ٢/ ٣٨) ، ومالك (الموطأ ١/ ٤٥٩ رقم ٢٥) ، وأبو داود رقم (٢٧١١) ، والنسائي (٧/ ٢٤) وابن حبان رقم (٤٨٥١) ، والبيهقي في السنن (٩/ ١٠٠) ، والبغوي في شرح السنة رقم (٢٨٢٢) ، وفي معالم التنزيل (١/ ٣٦٧) كلهم من حديث أبي هريرة من غير طريق الزهري، وبألفاظ فيها اختلاف يسير، والمعنى واحد.
٢ أحرزوا يقال: أحرزت الشيء أحرزه إحرازاً: إذا حفظته وضممته إليك وصنته عن الأخذ. النهاية ٢/ ٣٦٦.
٣ حقنوا دماءهم: يقال: حقنت له دمه إذا منعت من قتله وإراقته. النهاية ٢/ ٤١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>