وهذه الرواية فيها التصريح بأن سعيد بن المسيب وعروة حدثهما حكيم بن حزام نفسه، وأن سؤاله للرسول صلى الله عليه وسلم كان بحنين، وهذه الرواية وإن كانت ضعيفة حديثياً إلا أنه قد ورد ما يشهد لها، فقد أخرج البخاري من طريق يونس بن يزيد الأيلي، والأوزاعي وسفيان بن عيينة ثلاثتهم عن الزهري عن عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب أن حكيم بن حزام رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعطاني، ثم سألته فأعطاني ثم سألته فأعطاني ... الحديث، ولكن ليس فيه أن ذلك كان في حنين، انظر: البخاري مع الفتح (٣/ ٣٣٥) رقم (١٤٧٢) ، و (٥/٣٧٧) رقم (٥٧٥٠) ، و (٦/ ٢٤٩- ٢٥٠) رقم (٣١٤٣) و (١١/ ٢٥٨) رقم (٦٤٤١) ، ومسلم بشرح النووي (٧/ ١٢٥ -١٢٦) ، وأحمد في المسند (٢٤/ ٣٤١ رقم [١٥٥٧٤] أرناؤوط) ، والحميدي في مسنده (١/ ٢٥٣ رقم ٥٥٣) ، والترمذي في سننه رقم (٢٤٦٣) ، والنسائي في (٥/ ١٠٠ -١٠١) ، وتفسير الطبري (١٤/ ٣١٣ رقم ١٦٨٤٧) تحقيق شاكر، وتهذيب الآثار له رقم (١٦٢) من مسند عمر، من طريق ابن شهاب حدثني سعيد بن المسيب أن صفواناً قال: والله لقد أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أعطاني وإنه لأبغض الناس إليّ فما برح يعطيني حتى إنه لأحب الناس إليّ، وأعطى حكيم بن حزام يومئذ، وحكيم يسأله مائة من النعم، ثم مائة، ثم مائة، وأخرجه أيضاً الطبراني في الكبير (٣/ ١٨٩ رقم (٣٠٧٩) و (٣٠٨٠) ، و (٣٠٨٢) و (٣٠٨٣) وكلها ليس فيها أن ذلك العطاء كان في حنين. والذي يظهر لي - والله أعلم - أن ذلك العطاء كان في حنين بصرف النظر عن عدم ذكر حنين في الروايات المتقدمة، ويكفي ما ذكره عبد الرزاق في روايته التي ذكرت أن ذلك كان في حنين، وكذا رواية الواقدي لوجود ما يشهد لها.