للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الناس منها، كان من خبري أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر حين تخلفت عنه في تلك الغزاة، والله ما اجتمعت عندي قبله راحلتان قط، حتى جمعتهما في تلك الغزوة، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورَّى١ بغيرها، حتى كانت تلك الغزوة غزاها رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرٍ شديد، واستقبل سفراً بعيداً ومفازاً٢ وعدواً كثيراً فجلَّى٣ للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة٤ غزوهم، فأخبرهم بوجهه الذي يريد٥، والمسلمون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كثير، ولا يجمعهم كتاب حافظ٦ - يريد الديوان - قال


١ ورَّى بغيرها: أي أوهم بغيرها، والتورية أن يذكر لفظاً يحتمل معنيين أحدهما أقرب من الآخر، فيوهم إرادة القريب وهو يريد البعيد. الفتح (٨/ ١١٧) .
٢ المفاز والمفازة: البرية القفر، والجمع: مفاوز، سميت بذلك لأنها مهلكة. النهاية (٣/ ٤٧٨) .
٣ فجلّى: - بالجيم وتشديد اللام ويجوز تخفيفها ـ، أي: أوضح. الفتح (٨/ ١١٧)
٤ أهبة غزوهم: الأهبة - بضم الهمزة وسكون الهاء - ما يحتاج إليه في السفر والحرب، الفتح (٨/ ١١٧) .
٥ من قوله: "ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يريد غزوة إلا ورّى بها" إلى هنا أخرجه ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٦٧) من طريق الزهري.
٦ ورد عددهم عند مسلم (بشرح النووي ١٧/ ١٠٠) من رواية معقل: يزيدون على عشرة آلاف.
وعند الحاكم في (الإكليل) من حديث معاذ: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى غزوة تبوك زيادة على ثلاثين ألفاً، فتح الباري (٨/ ١١٧) ، وجزم ابن إسحاق بهذا العدد، انظر: دلائل البيهقي (٥/ ٢١٩) ، ومغازي الذهبي (٦٣١) ، والبداية والنهاية (٥/ ٧) ، وذكر الواقدي في المغازي (٣/ ١٠٠٢) ، وابن سعد في الطبقات (٢/ ١٦٦) : أنه كان معه عشرة آلاف فرس، قال الحافظ ابن حجر بعد ذكره لكلام الواقدي: فتحمل رواية معقل على إرادة الفرسان، الفتح: (٨/ ١١٨) ، وقال الحافظ: "وقد نُقل عن أبي زرعة الرازي أنهم كانوا في غزوة تبوك أربعين ألفاً، ولا تخالف الرواية التي في (الإكليل) أكثر من ثلاثين ألفاً لاحتمال أن يكون من قال أربعين ألفاً جبر الكسر".اهـ. المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>