للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني والله ما قام إليَّ رجل من المهاجرين غيره، ولا أنساها لطلحة١.

قال كعب: فلما سلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبرق وجهه من السرور: "أبشر بخير يوم مرَّ عليك منذ ولدتك أمك".

قال: قلت: أمن عندك يا رسول الله أم من عند الله؟

قال: "لا، بل من عند الله"، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سُرَّ استنار وجهه حتى كأنه قطعة قمر، وكنا نعرف ذلك منه٢، فلما جلست بين يديه قلت: يا رسول الله إن من توبتي أن أنخلع من مالي٣ صدقة إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك"، قلت: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر، فقلت: يا رسول الله إن الله إنما نجاني بالصدق، وإن من توبتي أن لا أحدث إلا صدقاً ما بقيت، فوالله ما أعلم أحداً من المسلمين أبلاه الله٤ في صدق الحديث منذ ذكرت ذلك


١ ولا أنساها لطلحة: قالوا سبب ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان آخى بينه وبين طلحة لما آخى بين المهاجرين والأنصار، والذي ذكره أهل المغازي أنه كان آخى الزبير لكن كان الزبير أخا طلحة في أخوة المهاجرين فهو أخو أخيه. الفتح (٨/ ١٢٢) .
٢ قال الحافظ: فيه ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من كمال الشفقة على أمته والرأفة بهم، والفرح بما يسرهم. الفتح (٨/ ١٢٢) .
٣ أنخلع من مالي صدقة: أي أخرج من جميع مالي. الفتح (٨/ ١٢٢) .
٤ ما أعلم أحداً من المسلمين أبلاه الله: أي أنعم عليه. المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>