للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

غير أنه داوم على الأخذ من أربعة كلهم بحور في العلم سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة، وأبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهري، كان هؤلاء قد أخذوا علمهم عن الصحابة فضم علمهم إلى علمه١، فصار أوحد أهل زمانه، ونجم أقرانه.

وقد ساعده على ذلك أمور منها: كتابته، فقد كان يكتب كل ما سمع، ومنها قوة حافظته وذاكرته فقد توفرت عنده الأدوات التي يحتاجها طالب العلم، وهي الكتابة والحفظ والذكاء والفهم، فسبحان المعطي، فقد روي عنه قال: ما استودعت قلبي شيئاً قط فنسيته٢.

وقال معمر٣: "سمعت الزهري يقول: ما قلت لأحد أعد عليّ"٤.

وقال الزهري: "اختلفت من الشام إلى الحجاز خمساً وأربعين سنة، فما كنت أسمع حديثاً أستطرفه"٥.


١ المعرفة والتاريخ (١/ ٦٢٢ - ٦٢٣) و (١/ ٧١٤) ، وتاريخ دمشق رقم (٢٢٧) ترجمة الزهري، والتمهيد (٥/ ١٠٨) ، والإرشاد للخليلي (١/ ٨٩) .
٢ التاريخ الكبير (١/ ٢٢) ، والمعرفة والتاريخ (١/ ٦٢٥ و٦٣٥) ، وتاريح أبي زرعة رقم (٩٥٢) ، والحلية لأبي نعيم (٣/ ٣٦٣) ، وتاريخ دمشق (٧٢) رقم (٧٣) ورقم (٧٤) .
٣ ستأتي ترجمته في مبحث (تلاميذ الزهري) .
٤ تاريخ دمشق (٨٤) رقم (٩٣) من ترجمة الزهري.
٥ المعرفة والتاريخ (١/ ٣٦٣) ، وتاريخ أبي زرعة رقم (٩٤٨) ، والحلية لأبي نعيم (٣/ ٣٦٢) .

<<  <  ج: ص:  >  >>