للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الإِفادة الثالثة: موضوع تآليفه:

في كل علومِ الشريعة قد كتب شيخ الإِسلام: في التوحيد وأَصل الدِّين، وما يضاده، والسنة وما يخالفها من البدع والمحدثات، وفي التفسير وأُصوله، والحديث وشرحه ومصطلحه، والفقه وأصوله وقواعدهما، وحكمة التشريع ومقاصد الشريعة ... ويُداخل ذلك من علوم الآلة واللسان والبلاغة والبيان، وأُصول البحث والنقد والمناظرة، والمنطق، ما لو جُمِعَ شتاته لجاء في كل علم منها مؤلفٌ شامل في مجلد أَو مجلدات.

ومن نظر في فهارس مجموع الفتاوى رأى ذلك وأَكثر منه.

ومن خلال النظر في تسمية مؤلفاته ومضامينها، ومما هو معلوم أن التأليف إِما أَن يكون ابتداءً أو لسبب اقتضاه يمكن أن نستخلص المعارف الآتية عن موضوع مؤلفاته:

١ - ابن تيمية لم يؤلف ابتداءً متونًا على الجادة المعهودة في الفقه مثلًا على الأبواب، وفي الأُصول على الأدلة، وفي التوحيد متنًا شاملًا لمسائل الاعتقاد بأَنواعه الثلاثة، وإِنّما هي فتاوى وأَجوبة وردود وبحوث في مسائل حقق فيها ودقق ومن مجموعها يخرج في كل فن مجلد أَو مجلدات.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- في مناظرته حول الواسطية: "وأما الكتب فما كتبت إلى أحد كتابًا ابتداءً أدعوه به إلى شيء من ذلك، ولكنني كتبت أجوبة أجبت بها من يسألني من أهل الديار المصرية وغيرهم ... " انتهى من: "العقود الدرية: ص/ ٢٠٨".

<<  <   >  >>