العلماء الذين لآثارهم قدم صدق في الأُمة، يحفها إخوانهم واللاحقون بهم بالعناية بها والدلالة عليها؛ ولهذا قال ابن القيم -رحمه الله تعالى- في مقدمة:"إعلام الموقعين": إن فتاوى حبر الأُمة ابن عباس -رضي الله عنهما- لو جمعت لكانت ثلاثين مجلدًا.
ومن هذا الباب اشتغال تلاميذ الإِمام أحمد بن حنبل - رحمه الله تعالى- بجمع مسائله، حتى جاء تلميذ تلامذته الخلال فجمعها في ثلاثين مجلدًا باسم:"الجامع لمسائل الإِمام أحمد" كما بينت ذلك مفصلًا في "المدخل المفصل".
وشيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- قد نهض تلامذته فمن بعدهم إلى يومنا هذا بجمع آثاره وإِعدادها بمجاميع لها، فإنَّ له -رحمه الله تعالى- في المسألة الواحدة مؤلفات كثيرة، وقواعد، وأَجوبة، إِذا اجتمعت بلغت مجلدات كثيرة كما نبه على ذلك تلميذه ابن عبد الهادي في:"العقود الدرية: ص/ ٢٧ - ٤٨".
منها: في مسألة القرآن، وفي الرد على منكري المعاد. وفي فروع الفقه، وفي زيارة القبور وفي شد الرحال إليها، وفي الطلاق والخلع نحو عشرين مجلدًا، وفي مسألة العلو مجلدات كثيرة.