للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإلى ما ذُكِر أَشار تلميذه الحافظ ابن القيم -رحمه الله تعالى- في "النونية" فقال في وصف شيخه:

وله المقامات الشهيرة في الورى ... قد قامها لله غير جبان

نصر الإله ودينَه وكتابَه ... ورسولَه بالسيف والبرهان

أَبدى فضائحهم وبيَّن جهلَهم ... وأَرى تناقضهم بكل زمان

وأَصارهم والله تحت نوال أَهـ ... ـل الحق بعد ملابس التيجان

وأَصارهم تحت الحضيض وطالما ... كانوا هم الأعلام للبلدان

ومن العجائب أَنه بسلاحهم ... أَرداهمُ تحت الحضيض الدانِ

كانت نواصينا بأيَديهم فَمَا ... مِنَّا لهم إِلا أَسير عانِ

فغدت نواصيهم بأَيدينا فلا ... يلقوننا إِلا بحبل أَمان

ولهذا حُكي عن أبي عبد الله محمد بن قوَّام كما في: "الذيل لابن رجب: ٢/ ٣٩٣" مقولته: "ما أسْلَمت معارفُنا إلا على يد ابن تيمية" انتهى. وهذه تصلح سلفًا لما شاع في عصرنا من قولهم: "أسلمة العلوم".

وهذا يذكِّرنا بالمقام المحمود لأبي عبد الرحمن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- في حق أخيه في الصحبة والإسلام معاذ بن جبل -رضي الله عنه- إذ كان في مجلس عُطِّر بذكر معاذ، فقال ابن مسعود: "إنّ معاذًا كان أمة قانتًا لله حنيفًا" فقال بعضهم الآية: {إِنَّ إِبْرَاهِيمَ} فقال: "إنّ الأمة: معلم الخير، والقانت: المطيع، وإن معاذًا كان كذلك "كما في "السير: ١/ ٤٥١" للذهبي.

<<  <   >  >>