وينبغي لمن يعاني تحقيق شيء من كتبه الالتفات إِلى ما يأتي:
أ- أمر معلوم تعدد روايات كتب الحديث؛ ولهذا تعدد كثير من أَلفاظها، كما في كتب اختلاف الموطآت وغيرها، وأَن عددًا من كتب الحديث المطبوعة الآن هي من رواية واحدة فحسب، كسنن أَبي داود فإِنّ النسخة المطبوعة هي على رواية اللؤلؤي مع أَن رواية ابن داسَّة كانت مشهورة متداولة في عصر شيخ الإِسلام -رحمه الله تعالى-.
ب- أَن شيخ الإِسلام -رحمه الله تعالى- قد يسوق الحديث بالمعنى.
لهذين الأمرين فإِنّ بعض من يشتغل بتحقيق أيٍّ من كتبه يجد الاختلاف في لفظ الحديث بين ما هو في المخطوط وبين ما في يده من كتب الحديث المطبوعة فيعدل النص في أصل الكتاب؟! وهذا تصرف غير مقبول، والمسلك الصحيح إِثبات النص كما وجده، والتنبيه على ما لديه في الحاشية.
٣ - كتب العلم:
شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى- وإن كان يملي أكثر تصانيفه من حفظه، ويؤلف الكتاب في قعدة واحدة، أو في ليلة واحدة، وكثير منها صنفه في الحبس وليس عنده ما يحتاج إليه من الكتب، فإِنّه -رحمه الله تعالى- يحيط خُبرًا بكتب أهل العلم إحاطة عظيمة.