للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أبو الليث والصدرُ الشَّهيد، وعلى هذا (١) رواية "الفتاوى الكبرى" و "الفتاوى الظهيريَّة".

وإن دخل الماء ولم يخرج ولكنَّ الناسَ يغترفون منه اغترافًا مقدار ما دخل (٢)، كذا في "الفتاوى الظهيريَّة".

"خف" حَوْضُ الحمام إذا اغترف رجلٌ منه وبيَدِهِ نجاسةٌ، وكان الماء يدخل من أنبوبة في الحوض، والناسُ يغترفون غَرْفًا مُتدارِكًا لم يتنجَّسِ الحوض (٣)، كذا في "الفتاوى الكبرى".

وفي بعض الشروح: أنَّ سليمان روى عن أبي يوسف: إن كان الناس يغترفون بالقصاع النجسة من الحوض المذكورِ حُكِمَ بالطَّهارة؛ لأنَّ حُكْمه حكم الماءِ الجاري.

"قن" عن أبي يوسفَ أَنَّهُ خرج من الحمام وأمَّ القوم، ثم أَخبَرَهُ الحَمَّامِيُّ أَنَّهُ كان في خابية الحمام فأرةٌ مَيْتَةٌ، فاغتسل وأعاد الصّلاةَ، ولم يأمر القوم بالإعادة، وقال: اجْتِهَادِي يُلْزِمُ نَفْسِي لا غيرُ (٤).


= وفي أخبار أبي حنيفة وأصحابه (ص: ١٦٩): (حَدثنِي القَاضِي أَبو مُحَمَّد العمانِي قَالَ: حضرت أَبَا عَليَّ الشَّاشِيَّ فِي مَجْلِسه وَقد جَاءَهُ أَبُو جَعْفَر الهندواني مُسلِمًا عَلَيْهِ، فَمَا قَامَ إِلَيْهِ، فَأَخذ يمتحنه بمسائل الْأُصُول، وَكَانَت على طرف لِسَانه، فَلَمَّا فرغ امتحن أبا جَعْفَرِ بِشَيْءٍ مِن مَسَائِل النَّوَادِر فَلم يحفظها، فَكَانَ ذَلِك سَبَب حفظ الهندواني للنوادر، وَقَالَ لأبي عَليّ: جِئْتُكَ زَائِرًا لَا متعلّمًا، فَلَمَّا قَامَ نَهَضَ لَهُ أَبُو عَلَى الشَّاشِي).
(١) سقط من الأصول ما عدا (ص) لفظ: (هذا).
(٢) (مقدار ما دخل) في (ص): (متداركًا طهر).
(٣) لأنه يصبح كالجاري بدخول الماء إليه عبر الأنبوبة وأخذ الناس من أعلاه، فلا يزيد ولا ينقص.
(٤) سقط من (ص): (وقال اجتهادي يلزم نفسي لا غير).

<<  <   >  >>