للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"خف" خُفٌّ أصابَه رَوثٌ أو عَذِرَةٌ؛ يعني: إذا كان لها جِرْمٌ (١) فحكَّهُ (٢)، أو مَنيٌّ فيبِسَ كُلُّه (٣): أجزأه في قولِ أبي حنيفةَ وأبي يُوسُفَ، وعليه الفتوى، كذا ذُكِرَ في "المحيط".

وذُكِرَ في "العنايةِ": لا فَرقَ بينَ الرطبِ واليابسِ، وعليه مَشايخُنا.

وقال شمسُ الأئمّة السرخسيُّ: وهو الصحيحُ وعليه الفتوى؛ للضرورةِ.

وقال مُحمَّدٌ: لا يُجزِئُه حتَّى يَغسِلَ.

إلّا في المَنيِّ الرطْبِ: لا يُجزئِهُ إلَّا بالغَسل إجماعًا (٤).

وإن أصابَ الخُفَّ بَولٌ؛ يعني: ما ليس له جِرمٌ: لا يَطهُرُ إلّا بالغَسلِ، كذا في "الهداية".

"كا" عن مُحمَّدٍ: أنَّه رَجَعَ عن قولِه في اشتراطِ الغَسلِ في الخُفِّ إن أصابَتْهُ نَجاسةٌ لها جِرمٌ؛ لِما رأى ببلدةِ الريِّ مِن كثرةِ السِّرْقِينِ في طُرُقِهم.

"خف" النجاسةُ لو كانَت على الخُفَّين (٥) وعلى الثوبِ؛ كلِّ واحدٍ مُنهما


(١) مفهوم لفظ (الجِرْمِ) المستعملِ في لغةِ الفقه ليس مذكورًا بوضوحٍ في المعاجمِ العربيّةِ، ومعناه: ما له كتلة ووزن وحجم، فالجِرْمُ: المحذوفُ المقذوفُ: قذيفةٌ، أو جسمٌ مقذوفٌ. ومعناهُ الأصليُّ الجسم، ويُستعمَلُ بمعنى حجمِ الشيءِ وامتدادِهِ ومقدارِ كتلتِهِ. وقيل: صخرة عظيمة الجِرم، وأجرام (جمع جِرم): كتلٌ عظيمةٌ مِنَ الحجرِ. تكملة المعاجم العربية (٢/ ١٩١).
(٢) سقط من الأصل: (فحكّه).
(٣) أي: فحكّهُ.
(٤) في (ص) و (س): (بالإجماع).
(٥) في (ص) و (س): (خفين).

<<  <   >  >>