للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومَن عَلِمَ منهم بحالِ إمامِه: تَفسُدُ صلاتُه؛ لأنَّه اعتقدَ (١) إمامَه على الخطأ، وكذا لو كان مُتقدِّمًا عليه؛ لتركِه فرضَ المقامِ.

- ومن شرائطِ الصلاةِ النيّة كما ذكرنا.

"هد" ينوي الصلاةَ التي يَدخُلُ فيها بِنيَّةٍ لا يَفصِلُ بينَها وبينَ التحريمةِ بِعَمَلٍ.

"نه" إن نوى قبلَ الشروعِ كما رُويَ عن مُحمَّدٍ: أنَّه لو نوى عندَ الوُضوءِ أنَّه يُصلِّي الظهرَ أو العصرَ مَعَ الإمامِ ولم يَشتغِل بعدَ النيّة بما ليس من جنسِ الصلاةِ، إلّا أنَّه لمّا انتهى إلى مكانِ الصلاةِ (٢) لم يُحضِرِ النيّة: جازت صلاتُه بتلك النيّة، كذا أيضًا في "خُلاصةِ الفتاوى" و"الفتاوى الظهيريّةِ".

"خف" فيمن لم يَذكُرِ النيّةَ بلسانِه وكبَّرَ بالتحريمةِ:

عن مُحمَّدِ بن سلمةَ (٣): أنَّه (٤) إن كان عندَ الشروعِ بحيثُ لو سُئِلَ عنه أيّة صلاةٍ تصلِّي؟ يُجيبُ على البديهةِ من غيرِ تَفكُّرٍ، فهو نِيّة تامّة، ولو احتاج إلى التأمُّلِ لا يجوزُ، هكذا ذُكِرَ في "الفتاوى الظهيريّة" و"القُنيةِ" و"الكنز".


(١) زاد في (ص): (أن).
(٢) زاد في الأصل: (و).
(٣) من شيوخ الحنفية، قال في الجواهر: "مُحَمَّد بن سَلمَة الْفَقِيه أَبُو عبد الله، تفقه على أبي سُلَيْمَان الْجوزجَاني، تفقه عَلَيْهِ أَبُو بكر مُحَمَّد بن أَحْمد الإسكاف، مَاتَ سنة ثَمَان وَسبعين وَمِائَتَيْنِ وَهُوَ ابْن سبعٍ وثمانين وَسنةٍ، [كذا] ذكرَهُ الخاصي، وَنسبه في الْقنية إِلَى بَلخ، وتفقه أَيْضًا على شَدَّاد بن حَكِيم، روى عَن زفر، قَالَ يَعْقُوب: أفقه من قَالَ، وَهُوَ شيخُ أَحْمد بن أبي عمرَان أستاذ الطَّحَاوِيّ، وَقَالَ في الْمُلْتَقط: قيل لمحمّد بن سَلمَة: كَيفَ لم تَأْخُذ الْعلم عَن عَليّ الرَّازِيّ؟ فَقَالَ: لِكَثْرَة مَا وجدتُ في منزله من الملاهي! " الجواهر المضية في طبقات الحنفية (٢/ ٥٦) وقال الذهبيّ في تاريخ الإسلام: من شيوخ الحنفيّة، … عاش نيّفًا وثمانين سنة، ومات سنة ثمان وسبعين. تاريخ الإسلام ت بشار (٦/ ٦٠٨).
(٤) زاد في (س): (أنه).

<<  <   >  >>