للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وذكر الإمامُ الفاضلُ أبو القاسم محمودُ بنُ أحمدَ بنِ الحسنِ الفاريابيُّ (١) في كتابه "خُلاصة (٢) الحقائق" عن رسولِ الله : أنَّه قال: "إِنَّ بَابًا مِن العلمِ يَتعلَّمُه (٣) الرجلُ ولا يَعمَلُ به خيرٌ (٤) من أن لو كان أبو قبيسٍ ذهبًا، فأنفقَهُ في سبيلِ اللهِ تعالى" (٥).

"خف" الرجلُ إذا أمكنَه أن يُصلِّيَ بالليلِ، وينظرَ في العلمِ بالنهارِ: فَعَلَ، وإن لم يُمكنهُ أن ينظرَ في العلمِ بالنهارِ، فإنْ كان له ذِهنٌ وفَهمٌ ويَعرِفُ الزيادةَ في نفسِه: كان النظرُ في العلمِ أفضلُ من الصلاةِ.

"خف" حُكِيَ عن (٦) أبي مُطيعٍ البلخيِّ تلميذِ أبي حنيفةَ أَنَّه قال: النظرُ فِي كُتُبِ أصحابنا من غيرِ سماعٍ أفضلُ من قيامِ الليل.

ورُوِيَ عن شقيقِ بنِ (٧) إبراهيمَ الزاهديِّ (٨) البلخيِّ أنَّه قال: قرأتُ كتابَ


(١) (محمود بن أحمد بن أبي الحسن الفاريابي، أبو المحامد، عماد الدين: فاضلٌ، له مجموعٌ كبيرٌ سمّاهُ "خالصَةَ الحقائقِ" في التصوُّفِ والأخلاقِ، خمسونَ بابًا، اختصرَهُ من نيّفٍ وسبعينَ كتابًا، ذَكَرَ في آخرِهِ أسماءَها وأسماءَ مؤلّفيها، وفي جملتها كتابٌ له اسمُهُ "خلاصةُ المقاماتِ"، وله "سلكُ الجواهِرِ ونشرُ الزواهِرِ" تـ: (٦٠٧) (هـ) "الأعلام" (٧/ ١٦١).
(٢) في (ص): (خالصة).
(٣) في (ص): (ليتعلمه).
(٤) زاد في (ص): (له).
(٥) وردَ بمعناهُ: قولُه : "بابٌ من العلمِ يتعلّمُهُ الرَّجُلُ خِيرٌ له مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا" "إحياء علوم الدين" (١/ ٨)، وقول أبي ذر: "بَابٌ مِنَ الْعِلْمِ يَتَعَلَّمُهُ أَحَبُّ إِلَيْنَا مِنْ أَلْفِ رَكْعَةٍ تَطَوُّعٍ، وَبَابٌ مِنَ الْعِلْمِ يَتَعَلَّمُهُ عُمِلَ بِهِ أَوْ لَمْ يُعْمَلْ بِهِ" "جامع بيان العلم وفضله" (ص: ٢١١).
(٦) سقط من (ص): (عن).
(٧) سقط من (ص): (بن).
(٨) في (ص) و (س): (الزاهد).

<<  <   >  >>