للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"خف" لو أنَّ إمامًا مصَّرَ مِصرًا، ثمَّ نفَرَ الناسُ عنه؛ لخوفِ عدوٍّ … وما أشبةَ ذلك، ثمَّ عادوا إليه: فإنَّهم لا يُجمِّعُون إلا بإذنٍ مُستأنَفٍ من الإمامِ، كذا ذُكِرَ في "الفتاوى الظهيرية".

وذَكَرَ صاحِبُ "القُنيةِ" في كتابهِ "البُغية": أنَّه سألَ الإمامَ ركنَ (١) الدين الولجانَ الخارزميَّ (٢) في قريةٍ خَرِبَت (٣)، ليسَ فيها سوقٌ مُعدّةٌ للبياعاتِ، بل يسكُنُ فيها ناسٌ (٤) معدودونَ: فإقامةُ الجمعةِ فيها أولى؛ بتعليلِ أنَّه كان يُجمَّعُ فيها قبلَ الانقلابِ؟ أم إقامةُ الظهرِ بجماعةٍ فيها أولى؟ فكتبَ في الجواب: لا يُصلُّون الجُمُعةَ.

"كا" في كلِّ مَوضِعٍ وقعَ الشكُّ في جوازِ الجمُعَةِ؛ لوُقوع الشكِّ في كونِهِ مصرًا، وأقامَ في ذلكَ المَوضِعَ الجمعةَ: ينبغي أن يُصلُّوا بعدَ الجُمُعَةِ أربعَ رَكَعَاتٍ، وينوون بها الظهرَ؛ احتياطًا، حتَّى إنَّه لو لم تقعِ الجُمُعَةُ مَوقِعَها: يخرجونَ عن عُهدةِ فرضِ الوقتِ بأداءِ الظهرِ بيقينٍ، كذا في "النهايةِ".

"قن" اختلفوا في نيّة الأربعِ التي بعدَ الجمعةِ التي ليستْ بفرضٍ:


= وبحذائها خرغانكث ومذيامجكث، وهي متقاربةٌ في الكبر والعمارةِ، ولكرمينية قرىً كثيرةٌ، وكذلك لكل منبرٍ قرًى ومزارعُ؛ إلا بيكند فإنّها وحدَها، غير أنّ بها من الرباطات ما لا أعلم في بلدانِ ما وراءَ النهرِ أكثرَ عددًا منها، وبلغنى أنّ عددَها نحوًا من ألف رباطٍ، ولها سورٌ حصينٌ ومسجدٌ جامعٌ وتَأنّقَ في بنائِهِ وزُخرِفِ محرابُه؛ فليسَ بما وراءَ النهرِ محرابٌ أحسنُ زخرفًا منه". وقال ابن خرداذبة في المسالك والممالك (ص: ٢٥): "ولبخارا قهندز، ولها من المدن كرمينية وطواويس". فهي مدينة، ويظهر أنها مصرٌ جامعٌ أيضًا، لكون القرى حولها والمزارع.
(١) سقط من الأصل لفظ: (ركن).
(٢) في (س): (الولجاني الخوارزمي)، و (ص): (الوانجاني الخوارزمي).
(٣) في (ص): (خربة).
(٤) في (ص): (الناس).

<<  <   >  >>