للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن اشتغلَ بالسلوكِ بِلا مُرشدٍ، كَمَن شَهِدَ معركةَ القِتالِ بِلا سلاحٍ، ورامَ أن يَصعدَ إلى (١) الهواءِ بِلا جَنَاحٍ.

ثُمَّ أعلم أيُّها الطالِبُ: لا يَحصلُ لكَ المقصودُ، إِلَّا بِمُتابَعَةِ النبيِّ ، كما قالَ اللهُ تعالى: ﴿قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ﴾ [آل عمران: ٣١].

ثُمَّ اعلمْ أنَّ الحقيقةَ نتيجةُ الطَّريقةِ، والطَّريقةُ نتيجةُ الشَّريعةِ (٢)؛ يعني: إذا عمِلْتَهُ بما هو أقربُ إلى الورعِ والتَّقوى مِن (٣) غيرِ ملاحظةِ (٤) الرُّخصَةِ: يَظهرُ مِنها آثارُ الطريقةِ، وإذا انفتَحتِ الطريقةُ: يَظهرُ مِنها أسرارُ الحقيقَةِ.

فيقولُ (٥) الفقيرُ الذليلُ المُحتاجُ (٦) إلى رحمةِ (٧) اللهِ تعالى: كُنتُ بمحروسةِ (٨) خوارزمَ في أيَّامِ رمضانَ، بحضرةِ شيخِي ومُرشِدِي، وبِمنزلةِ رُوحِي في جَسَدي، سألوا عن الشريعةِ والطريقةِ والحقيقةِ، قال الشيخُ: إذا أكلَ الصائمُ عمدًا يَبطُلُ صَومُهُ في الشريعةِ، وإذا اغتابَ يَبطُلُ صَومُهُ في الحقيقةِ (٩)، [فإذا خَطَرَ بِبالِهِ ما سِوى اللهِ يُفطِرُ (١٠) صَومُهُ في الحقيقَةِ] (١١).


(١) قوله: (إلى) سقط من (س) و (ص).
(٢) زيد في (ص): (كأنك إذا اصطفيت الشريعة).
(٣) قوله: (من) سقط من (س).
(٤) قوله: (من غير ملاحظة) هو في (ص): (غير ملاحظ إلى).
(٥) قوله: (فيقول) هو في (ص): (وفي هذا يقول)، وزيد في (س): (العبد).
(٦) في (ص): (المنتظر).
(٧) في (ص): (جذبة).
(٨) في (س): (بمحروس).
(٩) في (ص): (الطريقة).
(١٠) في (ص): (يبطل).
(١١) ما بين معقوفين سقط من (س).

<<  <   >  >>