للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن الرياضةِ (١) السفرُ الظاهرُ (٢) في تهذيبِ الأخلاقِ والآدابِ، وقالوا: لكلِّ شيءٍ دباغةٌ، ودِباغةُ الرجُلِ غُربَتُه، والسفرُ الظاهِرُ أَن يَمنَعَ البدنَ عن (٣) فائِدَتِهِ، فالنفسُ في الوطنِ لا تُظهِرُ (٤) خبائِثَ أخلاقِها؛ لاستِئْنَاسِها بما يُوافِقُ طَبعَها من المألوفاتِ المعهودةِ.

وإذا (٥) امتحِنَتْ بمَشَاقِّ الغُربَةِ، وانكشفَتْ غَوائِلُها، يحصلُ (٦) الوقوف على عيوبها، فيُمكِنُ الاشتغالُ بعَلائِقِها (٧)، ويقالُ: أسفَرَ الصبحُ إذا تنوَّرَ فظهرَ (٨) الأشياءُ سُمِّيَ بذلكَ؛ لأنَّه يُسفِرُ عَنِ (٩) المسافرِ؛ أي: يُظهِرُ ويَنكَشِفُ الأخلاقُ المقبولَةُ من المذمومَةِ.

وإذا سافَرَ المسافرُ تاركًا حظَّ الدنيا (١٠): تطيبُ (١١) النفسُ وتلينُ، وتكونُ لها بالسفر دِباغةٌ حَتَّى تَذهَبَ (١٢) عنه الخشونةُ واليُبُوسَةُ والجِبلَّةُ (١٣) والعُفونةُ الطبيعيَّةُ،


(١) في الأصل وفي (ص): (رياضةِ).
(٢) زيد في (س) و (ص): (وقد اتفق المشايخ على أنه يجب على الطالب السفر الظاهر).
(٣) قوله: (الظاهر أن يمنع البدن عن) هو في (س) و (ص): (لظاهر البدن).
(٤) في (ص): (يظهر).
(٥) قوله: (وإذا) سقط من (ص).
(٦) في الأصول: (ويحصُلُ).
(٧) في (ص): (بعلاجها).
(٨) في (س) و (ص): (وظهر).
(٩) في (ص): (عند).
(١٠) في (س): (النفس).
(١١) قوله: (الدنيا تطيب) هو في (ص): (النفس تطمئن).
(١٢) في (ص): (يذهب)، وفي (س): (تهذب).
(١٣) في (ص): (الجبليَّة).

<<  <   >  >>