للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(حمزة بن عبد الله بن عمر): هو الإمام أبو عمارة حمزة بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشى المدني، وهو من فقهاء المدينة.

• في الباب فوائد منها:

الفائدة الأولى: أهمية الرؤى، وأنَّ الرؤى جزء من ست وأربعين جزءًا من النبوة لذلك كان النبي يرعيها اهتمامه.

والرؤى لها ضوابط شرعية منها:

أولًا: أنها وحي، ومعني أنها وحي أي لا يجوز الإستهزاء بها، ولا يجوز الفتوى فيها بغير علم؛ لذلك سأل الصحابة النبي فما أولته يا رسول الله؟

ثانيًا: لابد من إثبات أنها رؤيا فلا تكون من الشيطان، أو حديث نفس، وهذا يعلمه أهل الفن والخبرة.

ثالثًا: لا تُقَصُّ إلا علي عالم أو ناصح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا تقص الرؤيا إلا على عالم أو ناصح " (١).

رابعًا: لا يؤخذ منها أحكام، بل هي بشارات أو نذارات للعبد.

الفائدة الثانية: وفيه أيضًا أنَّ النبي يصور للصحابة الأمر؛ لأن هذا أدعي للفهم؛ لذلك استعمل النبي المضارع فقال " يخرج من أظفاري ".

الفائدة الثالثة: كذلك فيه عظم ما أعطي الله تعالى نبيه من العلم مع قوله ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ [الإسراء: ٨٥]، فإنَّ النبي أُعطي من العلم كما أُعطي الإنسان الذي يشرب اللبن ويملأ جوفه وأعضاءه حتي يصل إلي أظفاره.

الفائدة الرابعة: فيه فضيلة لعمر وبيان لسعة علمه، وهذا من جهة أنه أخذ فضل النبي في العلم، وهذا يدل علي أنَّ هذا العلم هو علم الشرع، وأنَّ عمر


(١) أخرجه الترمذي في سننه (٢٢٨٠)، وصححه الألباني.

<<  <   >  >>