للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حرج في ذلك؛ لأن صاحب المنكر هو الذي فضح نفسه وأعلن البلاء (١) .

وكان السلف يجبون أن يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سرا فيما بين الآمر والمأمور، فإن ذلك من علامات النصح له، فإن الناصح ليس غرضه إشاعة عيوب من ينصح له، وإنما غرضه إزالة المفسدة التي وقع فيها (٢) .

يقول الإمام الشافعي رضي الله عنه في هذا المعنى: " من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه في وعظه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه " (٣) .

وأما الإشاعة وإظهار العيوب فهو مما حرم الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النور: ١٩] (٤) .

والأحاديث في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سرا كثيرة جدا (٥) . وقال بعض العلماء لمن يأمر بالمعروف: " واجتهد أن تستر


(١) عبد الله بن حسن آل قعود، أثر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الرياض، دار العاصمة، بدون تاريخ، ص ٣٩.
(٢) الحافظ بن رجب، الفرق بين النصيحة والتعيير، الأردن، دار عمان، ١٤٠٦ هـ، ص ١٧ - ١٨.
(٣) شرح النووي على صحيح مسلم، ج ٢، ص ٢٤.
(٤) سورة النور، الآية ١٩.
(٥) انظر: فتح الباري، جـ ٥، ص ٩٧، وصحيح مسلم ٤ ١٩٩٦.

<<  <   >  >>