للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العصاة، فإن ظهور عوراتهم وهن في الإسلام، أحق شيء بالستر " (١) .

فلهذا كانت إشاعة الفاحشة مقترنة بالتعيير وهما من خصال الفجار؛ لأن الفاجر لا غرض له في زوال المفاسد ولا في اجتناب المؤمن للنقائص والمعايب، إنما غرضه في مجرد إشاعة العيب في أخيه المؤمن، فهو يعيد ذلك ويبديه، ومقصوده تنقص أخيه المؤمن في إظهار عيوبه ومساويه للناس، ليدخل عليه الضرر في الدنيا.

وأما الناصح الأمين فغرضه بذلك إزالة عيب أخيه المؤمن واجتنابه له.

أخي الداعية إلى الله، الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر إذا علمت ذلك فإنني أوصيك بتقوى الله أولا ثم أوصيك بعدم تعيير الفاسق بما ابتلي به، بل ادع له بالهداية والتوبة والعافية مما ابتلي؛ لأن عقوبة من أشاع السوء عن أخيه المؤمن وتتبع عيوبه وكشف عورته عقوبة خطيرة؛ لأن الله يتبع عورة المتبع لأخيه المؤمن ويفضحه ولو في جوف بيته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يا معاشر من آمن بلسانه ولم يؤمن قلبه، لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم، فإن من يتبع عوراتهم يتبع الله عورته، ومن يتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف بيته» (٢) وأخرج الترمذي من حديث واثلة بن الأسقع عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «لا تظهر الشماتة بأخيك فيعافيه الله ويبتليك» (٣) .


(١) نقلا بتصرف من الفرق بين النصيحة والتعيير، مصدر سابق، ص١٧.
(٢) رواه أحمد وأبو داوود والترمذى.
(٣) رواه الترمذى.

<<  <   >  >>