للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وعندما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته في بلاد نجد كان الخلاف بين الشيخ وبين مخالفيه على أساس التوحيد، أما بقية أعمال الإسلام فإنه لم يعارضه أحد بشأنها (١) وعند قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته وقبله كان في نجد عدد من العلماء بعضهم تلقى العلم في مصر والشام وغيرها، وكان هؤلاء العلماء على المذهب الحنبلي حيث كان مذهب الإمام أحمد بن حنبل هو المتبع في تلك العهود، وكان انتشاره في نجد قبل بداية القرن العاشر الهجري، وهناك عدد قليل من العلماء على المذهب الشافعي والحنفي (٢) .

وإذا كان الشيخ محمد بن عبد الوهاب قد لاقى معارضة من بعض هؤلاء العلماء في دعوته السلفية مع ما كان لبعضهم من إنتاج علمي، فإننا نجد بعض علماء نجد السابقين للشيخ والمعاصرين له قد آمنوا بنفس الفكرة التي آمن بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من انتشار البدع والشركيات المخالفة للعقيدة الإسلامية مثل صرف أنواع العبادة لأصحاب الأضرحة والقبور كالذبح عندها والنذر والاستغاثة ونحوها (٣) وذلك لأن هؤلاء العلماء استقوا أفكارهم من نفس المصادر التي استقى منها الشيخ أفكاره، وهي بالإضافة إلى الكتاب والسنة كتب الشيخين، شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرها من كتب السلف الصالح، ولكنهم لم يتمكنوا من نشر أفكارهم خوفا على أنفسهم أو خشية من مواجهة الأهالي.

ومن هنا فقد عم الانحراف عن أساس العقيدة الإسلامية الصحيحة معظم بلاد نجد من أقصاها إلى أقصاها من شرك وبدع وخرافات كالدعاء والذبح والنذر والاستغاثة وغيرها من أنواع العبادة التي لا يجوز صرفها إلا لله تعالى بالإضافة إلى


(١) حمد الجاسر: (ملاحظات منير العجلاني: مرجع سابق) ص ٤٥١.
(٢) منصور الرشيدي: قضاة نجد أثناء العهد السعودي - مجلة الدارة، العدد الثاني، السنة الرابعة - رجب ١٣٩٨ هـ ص ٢٧ و ٢٨.
(٣) حمد الجاسر: مرجع سابق ص ٤٥٤ وعبد الله الصالح العثيمين: نجد منذ القرن العاشر الهجري حتى ظهور الشيخ محمد بن عبد الوهاب - مجلة الدارة، العدد الثالث، السنة الرابعة - شوال ١٣٩٨ هـ، ص ٤٠-٤٣.

<<  <   >  >>