للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أما غير اليمن من مناطق أطراف شبه الجزيرة فيتفاوت انتشار دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمقدار توفر عاملين:

أولهما: درجة إرسال الدعاة والمرشدين من قبل حكومة الدرعية لنشر الدعوة في تلك المناطق.

وثانيهما: مدى توسع النفوذ السعودي السياسي في تلك المناطق.

وذلك مثل قطر , والبحرين، والمنطقة الشمالية الغربية من عُمان، والقبائل التابعة لبعض مشايخ الساحل العماني خاصة (القواسم) (١) وكذلك القبائل المنتشرة في بادية الشام التي وصلت الجيوش السعودية فيها إلى (حوران والكرك) (٢) . أما العراق فقد كان لانتشار المذهب الشيعي فيها وعدائهم للدعوة السلفية - خصوصا بعد حادث (كربلاء) عام ١٢١٦ هـ - أثر كبير في قلة انتشار الدعوة هناك (٣) وما مقتل الإمام (عبد العزيز بن محمد بن سعود) عام ١٢١٨ هـ على يد رجل شيعي من العراق (٤) إلا صورة واضحة لهذا العداء.

[ثانيا في الهند]

ثانيا: في الهند: ففي الهند كان لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب انتشار كبير في كثير من مناطقها على يد زعيم هندي مسلم اسمه (أحمد بن عرفان الباريلي) أو البريلوي Brelwi (١٢٠١ - ١٢٤٦ هـ ١٨٣١ -١٧٨٦ م) ، وقد ولد الشيخ أحمد في مدينة (باريلي) في الهند - وإليها نسب - من أسرة إسلامية محافظة، ثم أخذ يتنقل بين (باريلي - ولكناو - ودلهي) طلبا للعلم وخاصة العلوم الإسلامية، وفي عام ١٢٢٥ هـ - ١٨١٥ م دخل في السلك العسكري حيث عمل جنديا لمدة أربع سنوات في جيش حاكم (تونك) حتى إذا


(١) عبد الرحيم عبد الرحمن عبد الرحيم، مصدر سابق ص ٨٦-١٠٣، وصالح العابد، دور القواسم في الخليج العربي ص ١٥٧.

(٢) ابن بشر: مصدر سابق، ج١ ص ١٤٣.
(٣) على الرغم من ذلك يوجد أتباع للدعوة السلفية عند بعض أهل السنة في العراق، منهم الشيخ (محمود شكري الألوسي) (١٢٧٣ هـ - ١٣٤٢ هـ) وله مؤلفات كثيرة للدفاع عن الدعوة، انظر ترجمته في كتاب (مشاهير علماء نجد وغيرهم) عبد الرحمن عبد اللطيف آل الشيخ ص ٤٦٨.

(٤) ابن بشر: ج١ ص ١١٤ و ١١٩.

<<  <   >  >>