عوامل انتشار الدعوة عوامل الانتشار: ورغم هذه المعوقات فقد آتت الدعوة ثمارها بعد أن نظر إليها المسلمون بعقول واعية مستنيرة، فانتشرت مبادئها وأتباعها في أرجاء مختلفة من العالم الإسلامي الكبير , فكانت دعوة إصلاحية فريدة من نوعها عن الحركات الإصلاحية، هذه الميزة تدفعنا إلى البحث عن عوامل نجاحها، وأسباب انتشارها وخاصة في آسيا وإفريقية.
ويمكن تلخيص هذه العوامل بما يأتي:
١ - طبيعة مبادئ الدعوة: فهي مبادئ واضحة المعالم، تناسب الفطرة السليمة، سهلة الفهم، بعيدة عن التعقيدات والأمور الفلسفية، ولا غرو فهي الدعوة إلى الإسلام النقي الخالص من شوائب البدع والشركيات.
٢ - صاحب الدعوة وقوة إيمانه: فقد بذل الشيخ محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - لدعوته جهوده وقواه، وخاطر بحياته ليدفع بدعوته إلى الحياة حتى جمع حولها الأتباع والأعوان، وبقوة إيمانه بدعوته , وبالغاية التي يسعى إليها استطاع أن يدفع بها إلى النجاح.
كان يؤمن بأن العالم الإسلامي في طريقه إلى الهاوية والانحراف الكامل عن أساس الدين إن لم يتداركه المصلحون عن طريق النصح والإرشاد أولا، فإن لم يجد ففي القوة الطريق الآخر، فشمر الشيخ عن ساعد الجد ودفع بقلمه وسيوف أنصاره في هذا الميدان , واستطاع أن يواجه العالم الإسلامي سافرا متحديا في غير لين أو مواربة (١) حتى تحققت له أمنيته وتم له ما أراد.
٣ - القوة السياسية للدعوة: وهي التي تمثل أنصار الدعوة من آل سعود، وقد ظهرت هذه القوة منذ الاتفاق الديني بين الشيخ محمد بن عبد الوهاب والأمير محمد بن سعود في الدرعية (١١٥٧ هـ ١٧٤٤ م) ، فقد كان لهذه القوة أثرها الكبير في التمكين
(١) عبد الكريم الخطيب: محمد بن عبد الوهاب ص ١٤٦-١٤٧.