للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مؤسس هذه الحركة في الخرطوم عام ١٨٨٥م دون (١) أن يسمع لدعوته صدى في خارج السودان، وإن بقيت جذور دعوته حية في السودان حتى الوقت الحاضر (٢) .

[خامسا في غرب إفريقية]

خامسا: في غرب إفريقية: ونعني به ما كان يطلق عليه (السودان الأوسط والغربي) ، ويشمل الدول غير العربية الواقعة في غرب إفريقية، والتي استبشرت كثير من قبائلها بإشراقة شمس الدعوة السلفية في أراضيها، وقامت قبائل من هذه المنطقة - بعد اعتناقها للدعوة - بمهمة نشر الدعوة، خاصة قبيلة (الفلبي) , وكان ذلك في مطلع القرن الثالث عشر الهجري (التاسع عشر الميلادي) ، ولم يكن ذلك التاريخ أول عهد لهذه المناطق بنور الإسلام وانتشاره فيها، فالإسلام أخذ ينتشر في هذه المناطق منذ مطلع القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي) ، وكانت قبيلة (الفلبي) أول من اعتنق الإسلام في هذه المناطق أيضا (٣) .

كانت تلك القبيلة العظيمة على جانب عظيم من النشاط الاقتصادي ووفرته فيها من رعي وزراعة وتجارة، كما وصف أفرادها بالكرم والشجاعة وكانوا مهرة في استخدام سلاحهم أثناء الحروب (٤) .

ولم يكن انتشار الدعوة السلفية - على يد أفراد هذه القبيلة - انتشارا دينيا فحسب بل وسياسيا أيضا - وهي بذلك تشبه انتشار الدعوة في الهند على يد السيد (أحمد الباريلي) في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي أيضا كما سبق.

أما بطل قصة انتشار الدعوة السلفية في أفريقيا فهو الشيخ الداعية المسلم (عثمان دانفوديو) من أفراد قبيلة الفلبي (الفولا) والذي ذهب إلى مكة لأداء فريضة الحج فتأثر بالدعوة السلفية - التي كانت قوتها آخذة في النمو في الوقت الذي زار فيه مكة -


(١) عباس العقاد: ص ١٦٤.
(٢) أحمد عبد الرحيم مصطفى: ص ٤٥.
(٣) انظر: مصطفى مسعد: أثر دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب على حركة عثمان بن فوديو، مجلة كلية العلوم الاجتماعية، العدد الخامس ١٤٠١ هـ ص ٢١٢.

(٤) أحمد عبد الغفور عطار: ص ٢١٥.

<<  <   >  >>