للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الأول تاريخ الدعوة]

[حال العالم الإسلامي في عصر الشيخ]

الفصل الأول

تاريخ الدعوة حال العالم الإسلامي في عصر الشيخ محمد بن عبد الوهاب إن الباعث الأول والأخير على قيام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته السلفية الإصلاحية هو: ما وصل إليه حال العالم الإسلامي في عصره من تدهور وانحطاط على كافة المستويات الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ومما لا شك فيه أن التدهور الديني والسياسي هما العاملان القويان لدفع الشيخ محمد بن عبد الوهاب لقيامه بدعوته الإصلاحية، ومن هنا فإننا سنقصر حديثنا عن حال العالم الإسلامي في عصر الشيخ على هذين العاملين، مع الإشارة إلى أهم العوامل الأخرى , كما أننا سنركز الحديث بعد ذلك على إقليم نجد وحالته الدينية والسياسية قبل دعوة الشيخ فيه، ذلك الإقليم الذي منه نبعت الدعوة وفيه نشأ صاحبها وعاش.

[الحالة السياسية]

(أ) الحالة السياسية: كانت تتزعم العالم الإسلامي في مشرقه أثناء القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر الميلادي) ثلاث دول عامة هامة هي:

الدولة العثمانية: الدولة الصفوية في فارس، والدولة المغولية في الهند (١) .

أما الدولة العثمانية: فقد وصلت إلى ذروة مجدها في القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) ، ونظر إليها المسلمون بإعجاب وتقدير حينما وسعت فتوحاتها إلى أوروبا لنشر الإسلام (٢) ولكنها أخذت بعد ذلك تنخر فيها عوامل الضعف شيئا فشيئا حتى وصلت في القرن الثاني عشر الهجري (الثامن عشر


(١) عبد المتعال الصعيدي: المجددون في الإسلام من القرن الأول إلى القرن الرابع عشر الهجري (ص ٤١٦ - ٤١٨) .

(٢) شفيق غربال: مقدمة كتاب (الشرق الإسلامي في العصر الحديث) تأليف حسين مؤنس ص (د) .

<<  <   >  >>