للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[عوائق الانتشار]

عوائق الانتشار وينبغي أن نشير هنا إلى أن الدعوة قد واجهت في باكورة حياتها بعض معوقات الانتشار، وكان ذلك راجعا إلى عاملين هامين:

أولهما: دور خصومها - على اختلافهم - في تشويه مبادئها أمام العالم الإسلامي حتى سموها " المذهب الوهابي " ليوهموا الناس على أنها مذهب جديد على الإسلام وأهله، وقد اشترك في هذا التشويه عدة جهات سياسية منها: (الأتراك العثمانيون - وحكم محمد علي في مصر - والأشراف في مكة- (١) وأخيرا الإنجليز) (٢) وكل هؤلاء رأوا في الدعوة خطرا على أغراضهم السياسية، وهناك أشخاص لهم أغراض شخصية كالذين يرتزقون من تحت القباب التي هدمها أتباع الدعوة، وكذلك أصحاب الطرق الصوفية، وكل هؤلاء سوف تفقدهم الدعوة مراكزهم الدينية والاجتماعية بالإضافة إلى موارد أموالهم (٣) .

وثانيهما: أسلوب بعض رجال الدعوة الذين كثيرا ما أساءوا إلى مبادئ الدعوة نفسها بتصرفاتهم التي لا تتفق البتة مع أهداف الدعوة ومبادئها، ومع أن هؤلاء قلة إلا أن أعداء الدعوة استغلوا تطرفهم على حساب الدعوة وأفكارها (٤) .


(١) مسعود الندوي: محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم مفترى عليه ص ١٧٩ ترجمة عبد العليم البستوني.
(٢) Qeyamuddin Ahmad: the Wahabi Movement in India pp٢٣٢-٢٥٨.
(٣) محب الدين الخطيب: الوهابية، مجلة الزهراء، المجلد الثالث، صفر ١٣٤٥ هـ ص ٨٤ (الهامش) .
(٤) حمد الجاسر: ملاحظات وتعليقات وردود، مجلة العرب، السنة الرابعة، الجزء التاسع والعاشر، سنة ١٣٩٠ هـ ص ٧٦٤ وص ٩٣٧.

<<  <   >  >>