للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عنيفة لقيها في الطريق إليها من أنصار الدعوة فبدأ بحصارها، وانتهى الأمر بتسليم (عبد الله بن سعود) نفسه إلى (إبراهيم باشا) في ذي القعدة سنة ١٢٣٣هـ (١٨١٨ م) (١) وبهذا تم للأتراك القضاء على الدولة السعودية الأولى.

إلا أنه بالرغم من سقوط الدولة السعودية الأولى من المفهوم السياسي إلا أنها تركت في البلاد النجدية مقومات الدولة السعودية الثانية، فقد ظلت أفكار الدعوة السلفية الإصلاحية ماثلة أمام الناس , وظل المجتمع النجدي يكِنّ ولاءه للأسرة السعودية التي تبنت الدفاع ضد حكم الترك ومحمد علي (٢) وكان ظهور (تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود) عام ١٢٣٨ هـ (١٨٢٣ م) بداية لقيام الدولة السعودية الثانية التي استمرت حتى تمكن آل رشيد من الاستئثار بحكم نجد عام ١٣٠٩ هـ (١٨٩١ م) وخرج حكام آل سعود من نجد إلى الكويت، ولكن لم تستمر الحالة طويلا حتى ابتدأ الدور الثالث من حكم آل سعود حينما بدأ الملك (عبد العزيز آل سعود) في استعادة ملك آبائه وأجداده عام ١٣١٩ هـ (١٩٠٢ م) بالاستيلاء على الرياض، فابتدأت بذلك الدولة السعودية الثالثة حتى وقتنا الحاضر.

وقد سرى روح الدفاع عن الدعوة السلفية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في الدولتين السعوديتين الثانية والثالثة، كما سرى ذلك في الأولى , في حين زالت دولة (محمد علي) في مصر - التي حاولت القضاء على هذه الدعوة - وبادت من الوجود (٣) .

لكن إذا كانت الدعوة السلفية قد وطدت أقدامها في مساحات واسعة من شبه الجزيرة العربية - دينيا وسياسيا في ظل الدولة السعودية بجميع أدوارها - فإنها تعدت في انتشارها إلى بلاد داخل شبه الجزيرة العربية وخارجها حتى أنارت عقول الأمة الإسلامية من سومطرة شرقا إلى نيجيريا غربا.


(١) عثمان بن بشر: المصدر السابق ج١ ص ٢٠٧ - ٢٨٥.
(٢) عبد الفتاح حسن أبو علية: الدولة السعودية الثانية ص ٢٤.
(٣) عبد العزيز سيد الأهل: داعية التوحيد محمد بن عبد الوهاب ص ١٣٧ و ١٣٨.

<<  <   >  >>