للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وتلميذه ابن القيم، فاهتم الشيخ بقراءة كتبهما بعناية خاصة حتى إنه أخذ ينسخ الكثير منها (١) وتوجد في المتحف البريطاني بلندن حتى الآن كتب لشيخ الإسلام ابن تيمية بخط الشيخ محمد بن عبد الوهاب (٢) والمطلع على مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب يرى أثر ابن تيمية وابن القيم على كتاباته واضحا، فقد اعتد الشيخ بأقوالهما، وتأثر بأفكارهما، واستنار بآرائهما، فكان لذلك أثره الكبير في تصحيح عقيدته، وتوجيه حياته ومنهج دعوته (٣) لذلك أكثر الشيخ من النقل عنهما في مؤلفاته بشكل ملحوظ.

يمكننا بعد ذلك أن نجمل العوامل التي أثرت في نشأة الشيخ نشأة دينية علمية في خمسة عوامل:

(١) استعداده الشخصي: وما اتصف به من الذكاء والفطنة وسرعة الحفظ وحبه للقراءة وكثرتها.

(٢) أساتذته: سواء كان قد تلقى عنهم العلم مباشرة أو تأثر بمؤلفاتهم كابن تيمية وابن القيم.

(٣) أسرته العلمية: حيث كان جده وأبوه وعمه من علماء بلده.

(٤) ظروف مجتمعه وما كان يعيش فيه من انحراف عن مبادئ الإسلام الصحيح في كثير من أموره دفع بالشيخ إلى التعمق في دراسة العلوم الإسلامية ليعرف حقيقة الأمر.

(٥) رحلاته العلمية وأثرها الواضح على اتجاهه العلمي الإصلاحي بعد ذلك.

[رحلاته العلمية]

رحلاته العلمية: لما أكمل الشيخ تعليمه في بلدة (العيينة) على أساتذته وبقراءاته الشخصية عزم على الارتحال إلى البلدان المجاورة طلبا للعلم والزيادة فيه كعادة السلف الصالح، فبدأ بحج بيت الله الحرام - للمرة الثانية - ثم اتجه من مكة إلى المدينة وأقام فيها حينا، أخذ


(١) Nicholson: Ibid. pp ٤٦٣-٤٦٤.
(٢) حسن عبد الله آل الشيخ: الوهابية وزعيمها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، مجلة العربي، العدد ١٤٧، فبراير ١٩٧١ م.

(٣) عبد الله يوسف الشبل: المرجع السابق ص ٣١.

<<  <   >  >>