للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله ظلما وادعاء، ورغب عن سنة المصطفى وأحكام الشرع " (١) .

[خامسا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر]

خامسا: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: إن أهم ما يميز الدعوة السلفية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب عدم وجود فجوة أصلا بين المجال النظري للدعوة وبين التطبيق العملي للمؤمنين بها، بل لا تعرف حركة إسلامية كانت أمينة على مبادئها وملتزمة بها في مجال التطبيق مثل حركة الدعوة السلفية (٢) ولهذا كان من المبادئ الأساسية التي تبنتها الدعوة الحزم في تطبيق أوامر الدين الإسلامي على أتباعها واجتناب نواهيه، وجعلت كل مسلم في المجتمع الإسلامي مسؤولا عن هذا التطبيق حسب استطاعته، وهذا ما أطلقت عليه الدعوة اسم " الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ".

ولهذا يرى الشيخ محمد بن عبد الوهاب وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالقدر الذي توجبه الشريعة الإسلامية ومبادئها (٣) .

وفي الرسالة التي كتبها الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لأهل مكة بعد دخول جيوش الدعوة الحجاز عام ١٢١٨ هـ، يذكر أن الأمير سعود الكبير بيّن لعلماء مكة أن الاختلاف بينهم قائم على أمرين:

أحدهما: إخلاص التوحيد لله تعالى.

والثاني: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي لم يبق عندهم إلا اسمه وانمحى أثره ورسمه، ويذكر الشيخ عبد الله أن علماء مكة وافقوا الأمير سعود على ذلك واستحسنوا رأيه دون مشقة (٤) .

ويلخص الشيخ محمد بن عبد اللطيف بن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رأي الدعوة في نظام الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بقوله: " ونرى وجوب الأمر بالمعروف والنهي


(١) سليمان بن سحمان: مصدر سابق ص ١٢.
(٢) محمد خليل هراس: مصدر سابق ص ٦٩.
(٣) عبد الرحمن بن محمد بن قاسم: مصدر سابق ج١ ص ١٧.
(٤) سليمان بن سحمان: مصدر سابق ص ٤٩.

<<  <   >  >>