للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

- مسقط رأسه - فأهلها يعرفهم وحكمها مستقر أكثر من حريملاء، وكان حاكم العيينة في ذلك الوقت (عثمان بن حمد بن معمر) الذي فتح صدره للدعوة، ووعد الشيخ بنصرته ونشر دعوته، فمهد ذلك لانتقال دعوته من مرحلة الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة إلى المرحلة العملية في تطبيق مبادئ الدعوة، وتمثل ذلك في أمور ثلاثة:

١ - هدم القباب المقامة على القبور مثل قبر (زيد بن الخطاب) في الجبيلة، وقد بدأ الشيخ بنفسه في هدم القبة , ثم تبعه أصحابه فهدموها.

٢ - قطع الأشجار التي يتبرك بها العامة مثل شجرة (الذيب) في العيينة قطعها الشيخ بنفسه وشجرة (قريوه) في الدرعية.

٣ - رجم الزانية التي جاءت إلى الشيخ وأقرت بالزنا، وطلبت إقامة حد الله عليها، وأقرت عند الشيخ أربع مرات في أربعة أيام، فلما تيقن الشيخ من توفر شروط إقامة الحد عليها أمر بها فرجمت لأنها محصنة، وكان (عثمان بن معمر) أول من بدأ برجمها (١) .

لقد بهرت هذه الأعمال كلها الناس، لأنها أشياء جديدة لم يعتادوها مما جعلهم أمام ذلك قسمين: قسم آمن بذلك وأقر به، وقسم أنكره وحاربه وكان من ضمن هؤلاء حاكم الأحساء من بني خالد وهو (سليمان بن محمد بن غرير) من آل عريعر الذي كان له ما يشبه النفوذ السياسي على حاكم العيينة، لذلك أرسل (ابن غرير) إلى (ابن معمر) حاكم العيينة برسالة يتوعده ويتهدده بقطع راتبه السنوي إن لم يخرج الشيخ من بلده، ولما لم تكن دعوة الشيخ قوية في تلك الفترة بحيث يعوض ابن معمر بهذه القوة ما يفقده من كسب مادي من حاكم الأحساء , فقد أذعن ابن معمر لتهديده، وأمر الشيخ بالخروج إلى أي بلد يشاء , فاختار (الدرعية) لقربها من ناحية، ولما يعرفه من سيرة حسنة لحاكمها، إضافة إلى استقلال صاحبها وعدم خضوعه لسيطرة خارجية (٢) .


(١) عثمان بن بشر: المرجع السابق ج١ ص ٢٢ و ٢٣.
(٢) عبد الله الشبل: محاضرات في تاريخ الدولة السعودية ص ٣٦.

<<  <   >  >>