للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أشعار العرب جميعها؛ أن تجد متحركًا ساكنًا متحركًا ساكنًا متحركًا ساكنًا متحركًا ساكنًا، الأسباب والأوتاد بما يحدث فيها لا يوفّر لك هذا التركيب، متحرك ساكن، هو الذي يطلق عليه السبب الخفيف لي/يا/ها/ما متحرك ساكن متحرك ساكن متحرك ساكن متحرك ساكن، انظر إلى وقعها ونسقها الصوتي وسط الآية، وهذا تفرّد أيضًا في إبراز النسق الصوتي في القرآن الكريم، وربما يأتي من يذكر وجهًا آخر في الآية نفسها؛ وهكذا.

لماذا أيها الابن الحبيب هذا الذي نصل به في نهاية كلامنا عن الحروف وأصواتها اللغوية، هذا الذي لابد أن ننوه عليه بأن كل كلمة في القرآن ما دامت في موضعها فهي من بعض إعجازه؛ لذلك نختم هذا الباب أو هذا الموضوع بعبارات جميلة من كلام شيخنا دراز -رحمه الله- وذلك تصديره لكلام عن هذه المسألة.

انظر -رحمك الله- لكلام الرجل هذا الرجل الذي بهر الناس بكتابه (النبأ العظيم) كأنه لوحة فنية رائعة أدبية تعرض بيان القرآن وقيمته وإعجازه، عندما بدأ الحديث عن هذه المسألة وهي الحروف والأصوات اللغوية أو ما سماه بالقشرة السطحية للقرآن الكريم، التي تتركز في جمال الإيقاع وفي جمال التنسيق -تنسيق بين الألفاظ والإيقاع في الحروف- وما أشار إليه -رحمه الله، عندما بدأ يتحدث عن هذه المسألة يقول هذه العبارات التي أقرأها عليك لتنظر قيمة العلم يا بُني، وتنظر أهمية النظر لجهود السابقين، يقول الرجل -رحمه الله-:

أما الآن، فقد والله طلبتَ مني جسيمًا وكلفتنا مرامًا بعيدًا، لمثله انتدب العلماء والأدباء من قبلنا وفي عصرنا، فحفيت من دونه أقلامهم، ولم يزيدوا إلا أن ضربوا له الأمثال واعترفوا بأن ما خفي عليهم منه أكثر مما فطنوا له، وأن الذي وصفوه مما أدركوه أقل مما ضاقت به عباراتهم، ولم تقف به إشاراتهم.

تأمل هذه العبارة، يشير إلى أن العلماء في هذه المسائل التي نطرحها من أوجه الإعجاز، إنما تنبهوا إلى قليل من كثير، وتنبهوا لما فتح الله به عليهم، فرأوه

<<  <   >  >>