مقدمة عن الحروف والأصوات كمظهر من مظاهر إعجاز القرآن
والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم؛ وبعد:
نبدأ اليوم إن شاء الله -سبحانه وتعالى- التعمق لسبر غور كتاب ربنا الكريم والتوصل إلى ما فيه من أسرار بلاغية لغوية تشهد بأنه كتابٌ معجز إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وتناول مباحث البلاغة في القرآن الكريم أو مظاهر الإعجاز في القرآن الكريم تفرعت إلى صور شتى، وعادةً ما يُبتدأ فيها بذكر ما يتركب منه كتاب الله سبحانه وتعالى، أي ذكر المفردات التي يتكون منها النص القرآني.
المفردات -كما نعلم جميعًا- هي أجزاء الكلام التي يتألف منها كلام العرب، وأجزاء الكلام كما تعلمون اسم وفعل وحرف، ويبدأ البلاغيون أو من اهتموا بإبراز مسائل الإعجاز بالكلام عن الوحدة الأولى التي يتركب منها بنيان النص القرآني ألا وهي الحروف، أو الأصوات اللغوية، فهذا المظهر من مظاهر تكوين النص القرآني كما يسميه بعض أهل العلم القشرة السطحية للقرآن الكريم، أو ما نقول بمعنى آخر كما يسمي أهل الأدب: أن كل نص ينقسم إلى شكل ومضمون، الشكل هو الإطار الخارجي الذي يُعرض فيه المضمون الذي هو المعاني التي يُراد إبرازها من خلال هذا النص، أو من خلال الشكل أو الإطار الخارجي.
فكلامنا اليوم إن شاء الله -سبحانه وتعالى- حول الحروف وأصواتها اللغوية، هذا عنوان عام يشتمل على جزئيات سنذكرها تباعًا إن شاء الله، أنت تعلم أيها الابن الحبيب أن الحروف في اللغة العربية