للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَنتُم مُّطَّلِعُون * فَاطَّلَعَ فَرَآهُ فِي سَوَاء الْجَحِيم} (الصافات: ٥٤ - ٥٥)

قال: اطلعوا فاطلعوا فرآه في سواء الجحيم، فالاستفهام هنا غرضه الأمر، كذلك تأتي بغرض التوبيخ قال سبحانه وتعالى: {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ} (يونس: ٣٤) هذا يُسمى بالإنكار التوبيخي الذي ذكرناه قبل مع الهمزة، وقال سبحانه وتعالى حكاية عن يوسف عليه السلام قائلًا لإخوانه: {هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ} (يوسف: ٨٩) فهنا يوبخهم -عليه السلام- على فعلتهم التي علموها من فعلهم بيوسف عليه السلام، وهو صغير.

كذلك قوله سبحانه وتعالى: {هَلْ يَنصُرُونَكُمْ أَوْ يَنتَصِرُون} (الشعراء: ٩٣) وتأتي هل أيضًا للتقرير كقوله تعالى: {هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم} (فاطر: ٣) وقوله سبحانه وتعالى: {هَلْ ثُوِّبَ الْكُفَّارُ مَا كَانُوا يَفْعَلُون} (المطفِّفين: ٣٦) وتأتي هل للتمني كقوله سبحانه وتعالى: {فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَاء فَيَشْفَعُواْ لَنَا} (الأعراف: ٥٣) وتأتي للتأدب وحُسن السؤال كقوله سبحانه: {فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا} (الكهف: ٩٤).

وتأتي للنصح والإرشاد كقوله تعالى: {هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ} (طه: ٤٠) وكقول موسى عليه السلام لفرعون: {هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى} (النازعات: ١٨) وكقول إبليس لآدم عليه السلام: {هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاَّ يَبْلَى} (طه: ١٢٠)

<<  <   >  >>