للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من حروف الجر التي لها معان كثيرة: حرف الجر الباء؛ فالباء تأتي بمعنى التعدية، أي: تُحول الفعل من حال إلى حال، كقوله تعالى: {ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ} (البقرة: ١٧) أي: أذهب الله نورهم؛ فالباء هنا أفادت تعدية الفعل اللازم ذهب بالحرف، وكذلك تأتي الباء بمعنى التبعيض كقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ} (الإنسان: ٦) أي: منها.

وتأتي بمعنى المصاحبة {وَقَد دَّخَلُواْ بِالْكُفْرِ} (المائدة: ٦١) أي: مع الكفر، وكقوله تعالى: {اهْبِطْ بِسَلاَمٍ} (هود: ٤٨) أي: اهبط مع سلام.

وكذلك تأتي بمعنى المجاوزة، وقلنا المجاوزة أن تكون بمعنى عن، كقوله تعالى: {فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا} (الفرقان: ٥٩) أي: فاسأل عنه خبيرًا، وكذلك تأتي الباء بمعنى الظرفية، أي: بمعنى "في" كقوله تعالى: {وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ} (القصص: ٤٤) أي: في جانب الغربي.

وتأتي بمعنى الغاية أي: موافقة إلى، كقوله تعالى: {وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ} (يوسف: ١٠٠) أي: أحسن إلي. وتأتي أيضًا بمعنى البدل، وتأتي بمعنى الاستعلاء كقوله تعالى: {وَإِذَا مَرُّواْ بِهِمْ يَتَغَامَزُون} (المطفِّفين: ٣٠) أي: مروا عليهم، وكقوله تعالى: {مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ} (آل عمران: ٧٥) أي: على قنطار.

وتأتي بمعنى السببية كقوله تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعنَّاهُمْ} (المائدة: ١٣) أي: فبسبب نقضهم، وكقوله تعالى: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنبِهِ} (العنكبوت: ٤٠) أي: بسبب ذنبه، وكقوله تعالى: {بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ} (البقرة: ٥٤) أي: بسبب اتخاذكم العجل.

<<  <   >  >>