للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تعالى: {قَالَ ادْخُلُواْ فِي أُمَمٍ} (الأعراف: ٣٨) أي: مع أمم، وكقوله حكاية عن قارون: {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} (القصص: ٧٩) أي: مع ما تزين به.

وتأتي في بمعنى الاستعلاء كقوله تعالى: {لأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ} (طه: ٧١) أي: على جذوع النخل، وهنا للزمخشري، وغيره رأي في أن الحرف على حقيقته؛ لأنه أبلغ في النكاية وتصوير العذاب، أن يكون التصليب في الجذوع، وليس على الجذوع.

وتأتي أيضًا في بمعنى المقايسة، كقوله تعالى: {فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيل} (التوبة: ٣٨) ومعنى المقايسة هو دخولها بين مفضول سابق، وفاضل لاحق، هذا بالنسبة لحرف الجر "في".

وأيضًا حرف الجر "على" فمعناه الأصلي أو المعنى الأساسي لاستخدامه هو الاستعلاء كقوله تعالى: {وَعَلَيْهَا وَعَلَى الْفُلْكِ تُحْمَلُون} (المؤمنون: ٢٢) وهذا الاستعلاء يكون حقيقة كالآية المذكورة، ويكون مجازًا كقوله تعالى: {أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون} (البقرة: ٥) وكقوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم} (القلم: ٤) وكقوله تعالى: {تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} (البقرة: ٢٥٣).

وتأتي على بمعنى الظرفية كقوله تعالى: {عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ} (القصص: ١٥) أي: في حين غفلة وتأتي أيضًا بمعنى المصاحبة؛ بمعنى مع في كقوله تعالى: {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَى ظُلْمِهِمْ} (الرعد: ٦) أي: مع ظلمهم، ولها معان أخر؛ فتأتي

<<  <   >  >>