التسوية الدالة على المنزلة العالية لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان عطف كلمة "الرسول" على لفظ الجلالة، فهذا الذي يُتوقف معه في هذه الآية الكريمة، ويتواءم مع الروح العام للعقيدة الإسلامية، ويتفق مع مبادئها في كون الرسول -صلى الله عليه وسلم- صاحبَ المنزلةِ العاليةِ والمكانةِ العظيمةِ.
أما من ناحية النحاة فهم يتناولون المسألة بأيسر من ذلك بكثير، فيقولون في قوله تعالى:{أَنْ يُرْضُوهُ} أن الضمير هنا عبر به بالمفرد وأريد به التثنية، أي: الكلام عن الله وعن رسوله، وبذلك يكو لفظ "الرسول" معطوفًا ولا يحتاج إلى خبر.
من المواضع التي تحدثوا فيها عن حذف المسند إذا كان المبتدأ واقعًا بعد "إذا" الفُجائية، كقولنا: خرجت فإذا المطر، أو خرجتُ فإذا صديقي، فالتقدير: خرجت فإذا المطر نازل، وخرجت فإذا صديقي حاضر، وكذلك وقوع المبتدأ بعد "لولا" كما قال ابن مالك:
منه قول الصحابة في غزوة الخندق:"الله لولا الله ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا" أي: لولا الله أنعم علينا، لولا أن الله موجود، كما يقدر النحاة بأن الخبر تقديره: كائن أو موجود.
هذه كلها تناولوها في الحذف وحذف المسند، وكلها تدور حول غرض أساسي، وهو وَجازة التعبير وتصفيتُه مما يمكن الاستغناء عنه بقيام قرينة تدل عليه.
وهنا نقف مع بعض الآيات الكريمة؛ لنرى فيها أسرار هذا الحذف، كقوله تعالى:{أَفَمَنْ هُوَ قَائِمٌ عَلَى كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ قُلْ سَمُّوهُمْ أَمْ تُنَبِّئُونَهُ بِمَا لَا يَعْلَمُ فِي الْأَرْضِ}(الرعد: ٣٣) فمقابل المستفهم عنه في صدر الآية لم