أي: أيكم المفتون وتزاد في خبر المبتدأ وحملوا عليه قوله تعالى: {جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا}(يونس: ٢٧)، وتزاد في خبر ليس كثيرًا كقوله تعالى:{أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ}(القيامة: ٤٠)، {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ}(الزمر: ٣٦)، ومن النادر زيادتها مع غير ذلك، وهذا خرجوا عليه قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَمْ يَعْيَ بِخَلْقِهِنَّ بِقَادِرٍ}(الأحقاف: ٣٣)، وحمل أيضًا على أنها في معنى النفي، فحملت على ليس وهي تزيد كثيرًا في خبر ليس.
ويتحدثون عن اللام فيقولون: إنها تزاد بين الفعل ومفعوله، وحمل عليه المبرد قوله تعالى:{رَدِفَ لَكُمْ}(النمل: ٧٢)، أي: ردفكم واختلفوا في قوله تعالى: {يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ}(النساء: ٢٦)، وتزاد اللام لتقوية العامل، ينظرون إلى قوله تعالى:{إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ}(يوسف: ٤٣)، فإذا ما سئلت عن إعراب الرؤيا، فالرؤيا: مفعول به للفعل {تَعْبُرُونَ} إذًا ما دور اللام؟ قالوا: اللام دخلت هنا لتقوية العامل؛ لأن العامل ضعف بسبب تأخيره كقوله تعالى:{هُدًى وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ هُمْ لِرَبِّهِمْ يَرْهَبُونَ}(الأعراف: ١٥٤)، أي: يرهبون ربهم يخافون ربهم فبسبب ذلك الضعف لتأخيره زيدت اللام على المفعول به.
أو أن العامل لا يكون فعلًا يكون فرعًا عن الفعل أي: مشتق يعمل عمل الفعل كقوله تعالى: {فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}(هود: ١٠٧)، أي فعال ما يريد، وكقوله تعالى:{مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ}(البقرة: ٩١)، أي مصدقا ما معهم، {نَزَّاعَةً لِلشَّوَى}(المعارج: ١٦)، أي نزاعة الشوى، واجتمع التأخر والفرعية أن العامل يكون ضعيفًا بسبب تأخره وبسبب فرعيته في نحو قوله تعالى:{وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ}(الأنبياء: ٧٨)، أي: وكنا شاهدين حكمهم، فالعامل