فيشير إلى أننا نستطيع أن نستغني عما يسمى بشبه كمال الانقطاع، وأنه يندرج في شبه كمال الاتصال، ويستدل على ذلك بآيات من كتاب الله، فيقول:"قد جاءت آيات على هذا النسق ومعها الواو من ذلك قوله تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا اتَّبِعُوا سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ}(العنكبوت: ١٢)، وهذا شبيه بقوله تعالى:{وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ * اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ}(البقرة: ١٤، ١٥)، فقوله سبحانه:{وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِنْ شَيْءٍ}(العنكبوت: ١٢)، شبيه بقوله سبحانه:{اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ} من جهة أنه ليس داخلًا في الكلام السابق، وقد جاء بالواو وهي الواو التي يعطف بها مضمون كلام، ولا يتوهم دخولها في حكم ما قبلها يعني في حيز قول {الَّذِينَ كَفَرُوا} ويمكن أن تكون عاطفة لهذه الجملة، وما بعدها على جملة {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا} وبهذا تدخل في حيز القول لأنها معطوفة عليه، وليست معطوفة على معموله، وتكون الواو هنا مفيدة معنى خبرًا ثانيا عنهم يعني: أنهم قالوا لهم: اتبعوا سبيلنا ونحمل خطاياكم وأنهم لن يحملوه".