اكتفى على مراجع، وعلى ما قاله المفسرون، فإذًا الذي ينظر نظرة أخرى في كتاب الله قد يجد مواضع أخرى تؤكد هذا الإحصاء الذي ذكره الشيخ، وتزيد عليه إذا ما أطلق المرء لنفسه أن ينظر في هذه الأساليب، ويقيسها على ما ذكره هؤلاء الأكابر في كلامهم.
يقول الجرجاني:"اعلم أن أول فرق في الحال أنها تأتي مفردًا، وجملة والقصد ها هنا إلى الجملة أي: أن اهتمامهم بالكلام عن الحال الجملة كما ذكرت، وأول ما ينبغي أن يضبط من أمرها أنها تجيء تارة مع الواو، وأخرى بغير الواو، فمثال مجيئها مع الواو، قولك: أتاني وعليه ثوب ديباج، ورأيته وعلى كتفه سيف، ولقيت الأمير والجند حواليه، وجائني زيد وهو متقلد سيفه، ومثال مجيئها بغير الواو: جاءني زيد يسعى غلامه بين يديه، أتاني عمرو يقود فرسه. وفي تمييز ما يقتضي الواو مما لا يقتضيه صعوبة"، ويبين أن ذكر الواو هو ضرب من ضروب الإعجاز بقوله:"وإذ قد رأيت الجمل الواقعة حالًا قد اختلف بها الحال هذا الاختلاف الظاهر، فلابد من أن يكون ذلك إنما كان من أجل علل توجبه وأسباب تقتضيه فمحال أن يكون ها هنا جملة لا تصلح إلا مع الواو، وأخرى لا تصلح فيها الواو، وثالثة تصلح أن تجيء فيها بالواو، وأن تدعها فلا تجيء بها ثم لا يكون لذلك سبب وعلة، وفي الوقوف على العلة في ذلك إشكال وغموض ذلك لأن الطريق إليه غير مسلوك، والجهة التي منها تعرف غير معروفة". ثم أخذ في بيان لماذا تستخدم الواو في الجمل، وهذا هو سر الإعجاز في استخدامها.