للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مناقشة هذه الأدلة: تناقش بأنها مجرد أفعال، والفعل المجرد لا يدل على الوجوب، وإنما يدل على الاستحباب، وأن لفظ (كان. . .) لا يدل على المداومة، وإن دلَّ عليها فإنها لا تدل على الوجوب كما تقدم بيانه (١) .

ثانيا: من آثار الصحابة - رضي الله عنهم -: ما رواه ربيعة (٢) بن عبد الله بن الهدير أن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قرأ يوم الجمعة على المنبر بسورة النحل حتى إذا جاء السجدة نزل فسجد، وسجد الناس، حتى إذا كانت الجمعة القابلة قرأ بها، حتى إذا جاء السجدة قال: " يا أيها الناس إنا نمر بالسجود فمن سجد فقد أصاب، ومن لم يسجد فلا إثم عليه "، ولم يسجد عمر - رضي الله عنه - (٣) .


(١) ص (١١٤- ١١٥) .
(٢) هو ربيعة بن عبد الله بن الهدير، ويقال: ابن ربيعة بن الهدير بن عبد العزى التميمي، المدني، ولد في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - وروى عن أبي بكر وعمر - رضي الله عنهما - وغيرهما، قال عنه الدارقطني: تابعي كبير قليل السند، توفي سنة ٩٣ هـ.
(ينظر: الاستيعاب ١ / ٥١٤، والإصابة ١ / ٥٢٣، وتهذيب التهذيب ٣ / ٢٥٧) .
(٣) أخرجه البخاري في صحيحه في أبواب سجود القرآن وسننها - باب من رأى أن الله - عز وجل - لم يوجب السجود ٢ / ٣٣ - ٣٤.

<<  <   >  >>