للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وجه الدلالة: قال غير واحد من أهل العلم: والنبي - صلى الله عليه وسلم - ما صلى الجمعة في عمره بغير خطبة (١) وقد أمرنا بالصلاة كما كان يصلي، ولو جازت الجمعة بغير خطبة لفعله ولو مرة تعليما للجواز (٢) .

مناقشة هذا الاستدلال: نوقش من وجهين:

الأول: أن هذا الحديث - حديث مالك بن الحويرث - لا يصلح الاستدلال به على الوجوب؛ لأنه لو قيل بذلك للزم أن يكون كثير من السنن واجبات لفعل النبي - صلى الله عليه وسلم - لها في صلاته (٣) .

الإجابة عن هذا الوجه: يجاب عنه بأنه يقال بذلك لو لم يكن هناك أدلة أخرى تفيد الوجوب، وتجعل هذا الفعل دالا على الوجوب كما سبق في الآيات وكما سيأتي - إن شاء الله - بالإضافة إلى المداومة.


(١) ينظر: المبسوط ٢ / ٢٤، وتبيين الحقائق ١ / ٢١٩، والإشراف ١ / ١٣١، والفواكه الدواني ١ / ٣٠٦، والجامع لأحكام القرآن للقرطبي ١٨ / ١١٤، والمغني ٣ / ١٧١، وشرح الزركشي على الخرقي ٢ / ١٧٣، وكشاف القناع ٢ / ٣١.
(٢) ينظر المبسوط ٢ / ٤٢.
(٣) ينظر: نيل الأوطار ٣ / ٢٦٥.

<<  <   >  >>