للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٢ - ما روي عن المغيرة (١) بن شعبة - رضي الله عنه - أنه لم يجلس بين الخطبتين (٢) .

وتوجيه الاستدلال كالذي قبله.

ويناقش - إن ثبت - بالوجه الثاني من الوجهين الذين نوقش بهما ما قبله، وبأنه فعل صحابي، وهو مختلف في الاحتجاج به، والله أعلم.

الترجيح: الذي يظهر رجحانه في هذه المسألة - والله أعلم بالصواب - هو القول الأول القائل باشتراط خطبتين للجمعة؛ لقوة أكثر أدلتهم.


(١) هو المغيرة بن شعبة بن أبي عامر بن مسعود الثقفي، أسلم عام الخندق، وشهد الحديبية، وكان موصوفا بالدهاء، ولاه عمر - رضي الله عنه - على البصرة، ثم الكوفة، ثم أمره عثمان - رضي الله عنه - عليها، ثم عزله، وشهد اليمامة، وفتوح الشام والقادسية وغيرها، وتوفي سنة ٥٠ هـ.
(ينظر: أسد الغابة ٤ / ٤٠٦، والإصابة ٦ / ١٣١) .
(٢) هكذا ذكره عنه ابن قدامة في المغني ٣ / ١٧٦، والزركشي في شرح الخرقي ٢ / ١٧٦، والزيلعي في تبيين الحقائق ٢ / ٢٢٠ مستدلين به، ولم يعزوه لأحد ولم أعثر عليه صريحا فيما بين يدي من كتب الآثار، وقد أخرج عنه ابن أبي شيبة في مصنفه في كتاب الصلوات - باب من كان يخطب قائما ٢ / ١١٣ من طريق عبد الملك بن عمير قال: " كان المغيرة يخطب في الجمعة قائما، ولم يكن له إلا مؤذن واحد "، وليس بصريح.

<<  <   >  >>