للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أو تخفيفها، ولهذا قال في قصة يونس:

﴿فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ [الصافات: ١٤٣ - ١٤٤]

وفيها ما قاله النبي : «دعوة أخي ذي النون ما دعا بها مكروب إلا فرج الله عنه: ﴿لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٧]».

وفيها أن الإيمان ينجي من الأهوال والشدائد لقوله تعالى:

﴿وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الأنبياء: ٨٨]

أي: إذا وقعوا فيها لإيمانهم.

[قصة داود وسليمان عليهما الصلاة والسلام]

وكانا من أعظم أنبياء بني إسرائيل، وجمع الله لهما بين النبوة والحكمة والملك العظيم القوي، أما داود فكان من جملة العسكر الذين مع طالوت الذي اختاره أحد أنبياء بني إسرائيل ملكا على بني إسرائيل لشجاعته وقوته وعلمه في السياسة ونظام الجيوش، كما قال تعالى:

﴿وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ﴾ [البقرة: ٢٤٧]

ولما برزوا لجالوت وجنوده، وصبر عسكر طالوت، واستعانوا بالله تفوق داود على الجميع بالشجاعة العظيمة، فباشر بنفسه قتل ملكهم جالوت، وحصلت الهزيمة على بقيتهم، ونصر الله بني إسرائيل ذلك النصر: نبَّأ الله داود وأعطاه الحكمة والملك القوي، كما قال تعالى:

﴿وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ﴾ [ص: ٢٠]

وكان قد أعطاه الله قوة في العبادة وبصيرة، ووصفه الله بهذين الوصفين

<<  <   >  >>