وقال عن نبيه ﷺ: ﴿مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى﴾ [النجم: ٢]
فنفى عنه الضلال من جميع الوجوه، وهو عدم العلم أو قلته أو نقصه أو عدم جودته والغيّ وهو سوء القصد، فيدل ذلك أنه أعلم الخلق على الإطلاق، وأهداهم وأعظمهم علما ويقينا وإيمانا، وأنه أنصح الخلق للخلق، وأعظمهم إخلاصا لله وطلبا لما عنده، وأبعدهم عن الأغراض الرديئة، وكذلك نفى عنه كل نقص قاله أعداؤه فيه، وأنه في الذروة العليا من الكمال المضاد لذلك النقص.
وكذلك نفى الله عن أهل الجنة الحزن والكدر والنصب واللغوب والموت وغيرها من الآفات، فيدل ذلك على كمال سرورهم وفرحهم واتصال نعيمهم وكماله، وكمال حياتهم وقوة شبابهم وكمال صحتهم، وتمام نعيمهم الروحي والقلبي والبدني من كل وجه، وأنه لا أعلى منه حتى يطلب عنه حولا.
وعكس هذا ما نفى القرآن عنه صفات الكمال، فإنه يثبت له ضد ذلك من النقص، كما نفى عن آلهة المشركين جميع الكمالات القولية والفعلية والذاتية، وذلك يدل على نقصها من كل وجه، وأنها لا تستحق من العبادة مثقال ذرة.
أي: القوة والشجاعة في هذه الآية، على أن الملك إذا اجتمعت فيه هاتان الخصلتان: العلم بالولاية والسياسة وحسن التدبير والشجاعة والقوة، فهو الذي يصلح للولاية والملك، وإن لم يكن من بيت الملك ولا ذا مال، فإن