العلم واليقين: فالعلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه، ولهذا يقال: العلم ما قام عليه الدليل، والعلم النافع: ما كان مأخوذا عن الرسول، واليقين أخص من العلم بأمرين:
أحدهما: أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع، ويكون علم يقين إذا ثبت بالخبر، وعين يقين إذا شاهدته العين والبصر، ولهذا يقال: ليس الخبر كالمعاينة، وحق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.
الأمر الثاني: أن اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله، والشجاعة القولية والفعلية، والاستحلاء للطاعات، وأن يهون على العبد في ذات الله المشقات وتحمل الكريهات، فهذه الآثار الجميلة - التي هي أعلى وأحلى من كل شيء - من آثار اليقين.
الصبر: حبس النفس على المشقات طلبا لرضا الله، وينقسم إلى ثلاثة أقسام:
صبر على طاعة الله، وخصوصا الطاعات الشاقة حتى يؤديها على وجه الكمال، وصبر عن معصية الله، خصوصا المعصية التي تدعو النفس إليها دعاء قويا، حتى يجاهد نفسه فيتركها لله، وصبر على أقدار الله المؤلمة، خصوصا إذا عظمت المصيبة حتى لا يتسخطها، وربما وصلت به الحال إلى الرضا عن الله.