مقرون بمعرفة الله، وأما الخضوع والإخبات والوجل: فإنها تنشأ عن الخوف والخشية لله، فيخضع العبد لله ويخبت إلى ربه منيبا إليه بقلبه ويحدث له الوجل، وأما الخشوع فهو حضور القلب وقت تلبسه بطاعة الله وسكون ظاهره وباطنه، فهذا خشوع خاص، وأما الخشوع الدائم الذي هو وصف خواص المؤمنين فينشأ من كمال معرفة العبد بربه ومراقبته، فيستولي ذلك على القلب كما تستولي المحبة.
"القنوت ": ورد في القرآن على أحد معنيين: معنى خاص بمعنى الخشوع، ومعنى عام وهو قنوت المخلوقات كلها لخلق الله وتدبيره وتصريفه.
"الذكر لله ": الذي ورد في القرآن الأمر به والثناء على أهله، وما رتب عليه من الجزاء يطلق على جميع الطاعات الظاهرة والباطنة، القولية والفعلية، فكلُّ ما تصوره القلب أو أراده أو فعله العبد أو تكلم به مما يقرب إلى الله فهو ذكر الله، والله تعالى شرع العبادات كلها لإقامة ذكره، فهي ذكر الله، ويطلق على ذكر الله باللسان بذكر أوصافه وأفعاله والثناء عليه بنعمه وتسبيحه وتكبيره وتحميده والتهليل والصلاة على النبي ﷺ، ومن ذكره ذكر أحكامه تعلمها وتعليمها، ولهذا مجالس التعلم والتعليم يقال لها مجالس الذكر، وأفضل أنواع الذكر ما تواطأ عليه القلب واللسان.
﴿حُدُودُ اللَّهِ﴾ [البقرة: ١٨٧] يراد بها ما حرمه ومنعه عباده، فيقال فيها: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا﴾ [البقرة: ١٨٧] ويراد بها كذلك ما أباحه وأحله لعباده وقدره وفرضه، فيقال فيها: ﴿تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا﴾ [البقرة: ٢٢٩] أي: لا تجاوزوا ما أحل الله إلى ما حرم الله، ولا تتجاوزوا ما قدره الله للعباد إلى ما يخالف تقديره.
"الأمانة ": هي الأمور التي يؤتمن عليها العبد، فيشمل الأمانة التي