للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من تلق منهم تقل لاقيت سيدهم ... مثل النجوم التي يسري بها الساري

ثم قال: إلا انهم مع بعد صيتهم قليل عددهم ولما توسم في مسالك الأبصار أن هذا القول غض منهم أنشد عليه:

تعيرنا أنا قليل عديدنا ... فقلت لها ان الكرام قليل

وما ضرنا أنا قليل وجارنا ... عزيز وجار الأكثرين ذليل

ثم المشهور من آل ربيعة الآن ثلاثة بطون، ومنهم آل فضل، وآل مرا، وآل علي، وسأتي ذكر كل منهم في الحرف الذي يقتضي ذكره، قال الحمداني: أمر الملك الكامل منهم حديثة بن فضل بن ربيعة ثم أقسم بعد ذلك الأمر إلى نصفين، نصف لمانع بن حديثة، ونصف لغنام بن الظاهر، ثم انتقلت الأمارة إلى أبي بكر بن علي بن حديثة، وعلا فيها قدره، وبعد صيته، ثم خرجت الأمارة عنه إلى عيسى بن مهنا في أيام الظاهر بيبرس الآتي ذكره في الكلام على آل عيسى في صيغة آل مع العين المهملة وعلم أن هؤلاء العرب لم يزل لهم عند الملك مزيد البر والحياء وجزيل العطاء، لا سيما عند وفادتهم إلى الأبواب السلطانية. قال الحمداني: وقد وفد فراج بن حية على المعز أيبك فأنزله بدار الضيافة وأقام بها أياماً فكان مقدار ما وصل إليه من عين وقماش وإقامة له ولمن معه ستة وثلاثين ألف دينار، قال واجتمع بالظاهر جماعة من آل ربيعة وغيرهم فحصل لهم من الضيافة في المدة اليسيرة أكثر من هذا المقدار كل ذلك على يدي قاله المقر الشهابي بن فضل الله في مسالك الأبصار. قال الحمداني هذا واستكثره وأطال فيه واستعظمه، فكيف لو عمر إلى زماننا ورأى إليهم إحسان سلطاننا، والعطايا كيف كانت تفيض عليهم فيضاً من الذهب والعين والدراهم بمئات

<<  <   >  >>